فاعلية مراكز التعلم في تنمية بعض مهارات المشاركة الاجتماعية لدى طفل الروضة

الملخص AR

تعتبر قضية الطفولة و تنشئة الأطفال من القضايا التي تلقى اهتماما واسعا بين المفكرين، و العلماء، و الأدباء، و الباحثين على اختلاف تخصصاتهم و اتجاهاتهم، حيث تعد مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل العمرية في حياة الفرد، ففي هذه المرحلة تتحدد المعالم الرئيسية لشخصية الفرد.

كما أن مرحلة الطفولة من المراحل المميزة في تكوين شخصية الطفل، حيث يكتسب فيها الطفل العديد من المفاهيم و المهارات التي تساعده على تحديد شخصيته، و صياغة شكل مستقبله، و يتم ذلك من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به سواء داخل الروضة أو خارجها، وفي هذه المرحلة أيضا يكتسب الطفل الكثير من المعارف، و تتكون لديه المفاهيم المختلفة، و لذلك تؤكد الاتجاهات المعاصرة في تربية الطفل على أهمية معايشة الطفل للمواقف الحياتية المختلفة، و إكسابه المفاهيم المناسبة بما يساعده على اللحاق بهذه التطورات المعاصرة، حيث يتسم العصر الذى نعيش فيه بالتغيرات المتسارعة، و يتعرض فيه المجتمع للعديد من المتغيرات العالمية و المحلية، مما يستوجب إعادة النظر في المناهج التعليمية بما يتناسب ويتوافق مع هذه التغيرات.

و نظرا لزيادة وتيرة التغير في الحياة، كما أصبح من الصعب أن تواكب المؤسسات التعليمية هذا التغير بالمناهج التقليدية، فاقتضى ذلك اكتساب الأطفال المفاهيم و المهارات المختلفة بما يتيح لهم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات التى تضعها هذه الحياة المتسارعة في طريقهم؛ فالعمل مع الأطفال يتطلب تحديا كبيرا، و من أجل الاحتفاظ بمقدار الحماس و الاهتمام بنفسه ينبغي علينا إيجاد طرق جديدة لتبادل الأفكار وتوسيع دائرة المعارف و الخبرات التي يمكن تنميتها لدي الطفل.

و ترى (كريمان بدير، 2005: 10) أن الطفولة المبكرة لها أهمية في تكوين مفاهيم الطفل التي تتطور بتطور الحياة، و هذا يدفعنا إلى الاهتمام بالتعليم في الطفولة المبكرة، حيث تعتبر هذه المرحلة الأساس للمراحل التعليمية التالية، كما أن التعليم يعتبر مصدرا مهما لتكوين مفاهيم الطفل، فالخبرات التعليمية المبكرة ضرورية و مهمة؛ فهي تنمى قدرات الطفل و تعمل على ربطه بالعالم المحيط به، لتؤهله ليصبح مشاركا في المستقبل و منتجا.

كما تعتبر الطفولة المبكرة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته من حيث وضع بناء اللبنة الأولى في شخصية المواطن الصالح، مما يبرز أهمية السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل في تكوين شخصيته بصورة تترك آثارا بارزة طيلة حياته، و لهذا فإن الاهتمام بالتربية الإيجابية في هذه المرحلة أمر يستحق العناية البالغة من أجل تشكيل طاقاته و إمكاناته و قدراته و توجيهها؛ مما يعود عليه و على مجتمعه بالنفع العظيم