جهود منظمة الصحة العالمية في حماية الطفل في زمن الأوبئة : الكورونا أنموذجا

الملخص AR

يركز البحث الراهن على أحد الحقوق المهمة للإنسان و هو الحق في الصحة، و الجهود الدولية المبذولة لحماية هذا الحق، فالتمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه يعد أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، فالصحة جانب أصيل في حياة الانسان، إذا اصيب الإنسان بالمرض أصيب بالوهن الذى قد يودى بحياته، فما بال إصابة أعداد كبيرة من البشر في معظم دول العالم بمرض معين في نفس الوقت مثل الكورونا (كوفيد 19)؛ مما جعله يصنف بوصفه و باء و ليس مجرد مرض، و من ثم استدعى تدخل المنظمات الدولية و بخاصة منظمة الصحة العالمية؛ للتصدى له و لمخاطره؛ مما يجعلها وحدة جديرة بالبحث و الدراسة في هذا الموضوع.

من هذا المنطلق تكمن أهمية البحث في أن الاوبئة تشكل أحد أخطر الأزمات التي تواجه المجتمع البشري، بل إنها تعد من أبرز التحديات التى تواجه العالم اليوم، لكونها تترك آثارا ضارة بالصحة العامة، سواء أكان على المستوى الداخلى للناس جميعا بصفة عامة و للفئات الضعيفة و منهم الطفل بصفة خاصة أم على المستوى الدولى و العالمى.

وقد أضطلعت منظمة الصحة العالمية بإدارة النظام العالمى لمكافحة انتشار الأمراض و الأوبئة على الصعيد الدولي، فمنذ أن خرجت المنظمة إلى حيز الوجود، وهى لا تألو جهدا في المجال الصحى؛ تحقيقا لرسالتها، و يكمن نشاط المنظمة في اهتمامها و محاولتها وسعيها المستمر إلى الوقاية من الأمراض و الأمراض الوبائية و علاجها و مكافحتها، إذ هى تبعث بخبرائها إلى كل أنحاء العالم؛ لمعاونة الحكومات على نشر الخدمات الصحية – الوقائية و العلاجية و التثقيفية – و على تدريب العاملين في الحقل الصحى، و تعريفهم بالوسائل الحديثة في الوقاية من الأمراض المعدية، و مكافحتها، بالإضافة إلى تزويدهم بالمهمات و المعدات.