ظاهرة خطف العمائم في مصر عصر المماليك الجراكسة

العناوين الأخرى

The phenomenon of kidnapping turbans in Egypt, the era of the Circassian Mamluks

المؤلف

فياض، محمد السيد محمد

المصدر

المجلة العلمية بكلية الآداب

العدد

المجلد 2022، العدد 49 (31 أكتوبر/تشرين الأول 2022)، ص ص. 1249-1295، 47ص.

الناشر

جامعة طنطا كلية الآداب

تاريخ النشر

2022-10-31

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

47

التخصصات الرئيسية

الدراسات الإسلامية
التاريخ

الموضوعات

الملخص AR

تناقش هذه الدراسة حالة استثنائية في التاريخ المملوكى، وهى ظاهرة خطف العمائم، تلك الظاهرة التى ظهرت في متون النصوص التاريخية و تماست مع ممارسات سياسية و اقتصادية و اجتماعية، عبرت عن حالة من حالات التمرد الاجتماعى، أو كما وصفها ماير بأنها تلك العادة " التى كان يمارسها عصاة المماليك من خطف العمائم من فوق رؤوس المدنيين، و كان يحدث ذلك بصفة خاصة في الأيام التى كانت تسود فيها الاضطرابات " ([1])، وفي الواقع فقد تجلت هذه الظاهرة في العديد من المناسبات، إن الظاهرة موضوع الدراسة يمكن أن تبدو كحالة من حالات التاريخ الشعبى المعارض ([2])، أو كمظهر من مظاهر التمرد و كسر الهيبة نظرا للأهمية الكبيرة للعمامة و رمزيتها البارزة في العصر المملوكى.


إن الباحث يجد ضرورة حتمية لتفكيك الظاهرة من الناحيتين النفسية و الاجتماعية، فالوقائع التاريخية حسب تعبير أحد الباحثين في جوهرها تعكس سلوكيات فردية و جماعية، وعليه فهي نتاج بنية نفسية تعكس في جوانب كثيرة منها المكبوتات الداخلية للمجتمع، و التي تحتفظ بها الذاكرة الجماعية، و الحقيقة فإن اعتماد المؤرخين المعاصرين على المقاربة السيكولوجية في الكتابة التاريخية الحديثة ساعدهم كثيرا في توجيه تفكيرهم نحو مجالات مغمورة و طرحوا أسئلة جديدة لم يكن من الممكن طرحها لولا الآفاق الجديدة التي فتحها توظيف مناهج التحليل النفسي في البحث التاريخي([3]).


ومهما يكن من أمر فإن الباحث في هذه الإشكالية لا يمكنه دراستها بمعزل عن النوازع النفسية و الاجتماعية، فالظاهرة موضوع الدراسة لن تدور إلا من خلال دوائر مغلقة محاورها الرئيسية هى التمرد، و العنف، و العدوان، و تبخيس الآخر، هذه الأفكار بطبيعة الحال تولدت من الظرف العام لفترة حكم المماليك الجراكسة بما رافقه من ظروف اقتصادية و سياسية و اجتماعية و نفسية ([4]).



([1])الملابس المملوكية، ترجمة صالح الشيتي، الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة، 1972م، ص 92.


[2])) صورت السير الشعبية المعاصرة للعصر المملوكى ظاهرة خطف العمائم بشكل بالغ الوضوح و الدلالة، ففي سيرة الظاهر بيبرس نجد أن البطل الشعبى الأسطورى عثمان بن الحبلة يقوم بخطف العمائم كشكل من أشكال التمرد ضد السلطة و ضد الواقع الاجتماعى، هذا البطل الشعبى الذى كان مرهوب الجانب من السلطة و الشعب معا، و حسب السيرة الشعبية فلم يتمكن أحد من مقاومته أو الوقوف في طريقه، ، وقد حذرت السيرة الظاهر بيبرس من أن يصطدم مع عثمان بن الحبلة و إلا انخرقت هيبته في مصر كلها وهيبة السلطنة معه.

وللوقوف على إشكالية العلاقة بين البطل الشعبى عثمان بن الحبلة و الظاهر بيبرس كما عكسته السيرة الشعبية انظر: أحمد عبد السلام ناصف: صورة الثائر و المتمرد في كتب التراث الشعبى: عثمان بن الحبلة و سيرة الظاهر بيبرس أنموذجا، بحث منشور في مجلة كلية الآداب جامعة المنوفية، السنة 39، العدد 113، الجزء الثالث ـ ابريل 2018؛ و كذلك راجع: إبراهيم حنفي: البنية الأسطورية في سيرة الظاهر بيبرس، الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة، 2012، ص140؛ محمد النجار: حكايات الشطار و العيارين في التراث العربي، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت، 1941م، ص 304، و حسب إحدى النصائح الموجهة لبيبرس في السيرة الشعبية و المنسوبة إلى شخصية تدعى بالأغا شاهين وزير الملك الصالح فهو يحذر بيبرس من أولاد مصر و على رأسهم عثمان بن الحبلة، بقوله " إياك ثم إياك أن تستخدم رجلا يقال له عثمان بن الحبله، لأنه رجل لا يصطلى له بنار في أرض مصر، وقد أذل أهلها وقد بلاهم بالقهر، و ما دأبه إلا خطف العمائم، و لا يبالي من الأكابر و لا من الأصاغر و هو كأنه عفريت من عفاريت السيد سليمان.

انظر: أحمد ناصف: صورة الثائر و المتمرد، ص 2068؛ إبراهيم حنفي: البنية الأسطورية، ص140؛ محمد النجار: حكايات الشطار و العيارين، ص 304، و تنقل السيرة منظر بيت عثمان بن الحبلة ففيه قاعة بها كثير من العمائم و مقل و جبب ملونات وشيلان و برانص و طقوم وغير ذلك، و حسب السيرة الشعبية فإن بيبرس قد تعجب من هذا المنزل قائلا لأم عثمان بن الحبلة التى حاولت أن تقرب بين ابنها و بين بيبرس إني أرى بيتك من تحت كبيوت السادات و القادات، و من فوق كبيوت دلالين الأسواق، فقالت له هذه الملابس و العمائم التي يخطفها ابني عثمان من الجميع من حكام و أمراء و لا يخاف منه، و هذه هي عادته و لا يخاف أحدا .

انظر: سيرة الظاهر بيبرس، مج1، ج4، ص314، 315؛ أحمد ناصف: صورة الثائر، ص 2070؛ إبراهيم حنفي: البنية الأسطورية، ص143، و هو ما يعكس قضية خطف العمائم و مدى حضورها الطاغى في السير الشعبية العاكسة لروح العصر المملوكى.


([3]) أشرف صالح: التفسير السيكولوجي للتاريخ، بحث منشور في دورية كان التاريخية، السنة الرابعة، العدد الثالث عشر، سبتمبر 2011، ص 7.


([4])وبتحليل أحد الأساتذة فإن العدوانية تنخر وجود الإنسان المقهور عموما.

.

.

و العنف الرمزى أحد أدواته.

.

.

، و العنف الرمزى ليس إلا تعبيرا انفجاريا عن ميول التمرد في الجماعة، و التمرد على القوانين و الاعتداء عليها رمزيا اعتداء على السلطة التى و ضعتها، و تعريض الذات لأخطار الملاحقة و العقاب، و بعض الأساليب الرمزية لها وظيفة تفريجية و اضحة، و العنف أيضا حسب ذات التحليل يبقى الوسيلة الأخيرة في يد الإنسان للإفلات من مأزقه و من خطر الاندثار الداخلى الذى يتضمنه هذا المأزق، و العنف هو السلاح الأخير لإعادة شىء من الاعتبار المفقود إلى الذات، و هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع و مع الآخرين لإقناع الآخر بكيانه و قيمته، حيث تمارس و تمارس عمليات العدوان التى تحقق لها البطش و الغلبة من ناحية، و العظمة و التعالى من ناحية ثانية، و مثل هذه العناصر في حالة تعبئة نفسية دائمة استعدادا للصراع، و تكون الوسيلة الأكثر شيوعا هى توجيه العدوانية إلى جماعات خارجية من خلال التعصب العرقى أو الطائفى، و تنهار علاقة التعاطف و المشاركة في المواطنية و تفتح الطريق عريضة أمام صب كل العنف على الجماعة الغريبة دون قيد أو ضابط، تحدث استباحة لها و لكيان أفرادها، و ينفجر العنف مكتسحا كل شىء، و يفرغ التوتر الداخلى الذى تحول إلى حقد خارجى، ووفقا لذات التحليل الهام أن السلوك الجانح في مجتمع ما مؤشر يتجسد في تصرف بعض الأشخاص الخارجين عن القانون للدلالة على ما يعتمل باطنيا في بنية هذا المجتمع من اضطراب، و ما يتراكم فيها من عدوانية كامنة قابلة للانفجار في ظروف معينة، وهى دلالة على مقدار العدوانية الكامنة في شبكة العلاقات الاجتماعية.

انظر: مصطفي حجازى: التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء- بيروت، الطبعة التاسعة، 2005م، بتصرف، ص 165، 167، 173، 176، 179، 181، 182.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

فياض، محمد السيد محمد. 2022. ظاهرة خطف العمائم في مصر عصر المماليك الجراكسة. المجلة العلمية بكلية الآداب،مج. 2022، ع. 49، ص ص. 1249-1295.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1440740

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

فياض، محمد السيد محمد. ظاهرة خطف العمائم في مصر عصر المماليك الجراكسة. المجلة العلمية بكلية الآداب ع. 49 (تشرين الأول 2022)، ص ص. 1249-1295.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1440740

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

فياض، محمد السيد محمد. ظاهرة خطف العمائم في مصر عصر المماليك الجراكسة. المجلة العلمية بكلية الآداب. 2022. مج. 2022، ع. 49، ص ص. 1249-1295.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1440740

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1440740