المذاهب الدينية في بلاد الشام و أثرها في الجانبيين السياسي و الفكري خلال القرون الثلاثة الأولى للهجرة (41ه 300ه)‎ (662م 913م)‎

الملخص AR

يعد مذهب الإمام الأوزاعى من المذاهب الفقهية السنية التى شهدت نشاطا ملحوظا ببلاد الشام خلال القرون الثلاثة الأولى للهجرة، حيث كان لمولد و استقرار الأوزاعى ببلاد الشام أثر في انتشار مذهبه بها.

كان مذهب الأوزاعى ينتمى إلى الحديث، فكان يقيس الحياة بمقياس نصوص الوحى و السنة النبوية، وقد اتبعه أهل الشام و الفقهاء المعاصرون له في بلاد الشام على هذا المنهج.

أن الفقه الإسلامي لم يتم تدوينه، ولم يتم ترتيبه قبل عهد الأوزاعى؛ و لكن الظروف اقتضت- لأسباب مهمة- أن يدون الفقه الإسلامي، حتى أصبح وحدة مستقلة في تميزه و تمام نضجه عما كان، فيعد الأوزاعى حامل للواء هذا النشاط العلمى بالشام، بالإضافة إلى فضله الكبير في تدوين الحديث النبوي الذى هو المادة الواسعة للفقه الإسلامي.

وقد قام الأوزاعى بوضع كتاب لمعالجة القضايا التى تتعلق بأحكام الحرب، و معاملة أفراد العدو، وتوزيع الغنائم، و التى نشأت عن الفتوحات في بداية ظهور الدعوة الإسلامية، و تطرق إلى بعض القضايا و المبادئ العامة، فجاءت أحكامه بناء على دراسة عملية نتيجة احتكاكه بشئون الحرب و العدو و مواطنى الدول غير الإسلامية.

لقد أثر الإمام الأوزاعى على المجتمع الشامى بجميع فئاته، فكان لمذهبه دور كبير في الترابط و التضامن و التواد بين أبناء الشام.

كما شارك الإمام الأوزاعى في الأحداث السياسية التى عاصرها وذلك من خلال تقديم الوعظ و النصح للخلفاء و الولاة إما عن طريق المكاتبة أو عن طريق لقائهم و محادثتهم.