الحرب السبرانية الصينية الامريكية

الملخص AR

شهد العالم ظاهرة فريدة من نوعها، وهي ظهور فضاء افتراضي للصراع، بالتالي تغير المنظر الجيوبوليتيكي الكلاسيكي الى فضاء جيوبوليتيكي افتراضي وهمي جديد، هذا الواقع فرض ظهور قوتين رائدتين في مجال التكنولوجيا وهما الولايات المتحدة الامريكية و الصين.

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، عام 1949 اتسمت العلاقات بين الولايات المتحدة و الصين بقدر كبير من الصراع و التحدي و الريبة الاستراتجية.

وقد ازداد ثقل التوترات التي تفرق بين البلدين في السنوات الأخيرة.

للاسف، تنعكس هذه التوترات على الفضاء الإلكتروني بقدر ما تنعكس على العلاقات في العالم الفعلي.

وفي الواقع، من بين جميع المجالات التي اضطربت فيها العلاقة بين الطرفين، كان مجال الفضاء الإلكتروني أكثرها إثارة للخلاف.

حيث شرعت كل من الولايات المتحدة و الصين في لتسوية هذه الخلافات، الا أنها توقفت فجأة عام بدء مفاوضات رسمية عام 2013و 2014 وذلك عندما أوقفت الصين المفاوضات ردا على إدانة الولايات المتحدة لعدد من الضباط العسكريين الصينيين باتهامات تتعلق بأنشطة تجسس إلكتروني.

كان الرد قويا من الصين التي طالما اعتبرت الولايات المتحدة الامريكية، مصدر تهديد للامن القومي الصيني وان استهلاك المنتوج الالكتروني الغربي هو بمثابة، فسح الطريق للغرب نحو الجوسسة و سرقة البيانات الخاصة بالصين و بالتالي، بسط السيطرة و التحكم في الفضاء السبراني، لذلك اجتهدت الصين في حوكمة الانترنت و اعادة هيكلة نظامها الاتصالي، و انشاء مواقع بحث و اجهزة و برامج خاصة بها محلية الصنع.

انطلاقا من المعطيات السابقة تطرح الاشكالية الاتية: -ماهي دوافع و مظاهر الصراع الالكتروني الصيني الامريكي في اطار الفضاء السبراني؟ .

للاجابة عن الاشكالية تطرح الفرضيات الاتية: -كلما زادت الهجومات للسيطرة على مصادر المعلومة زاد الصراع احتداما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية-جائحة كوفيد19 وازمة تايوان واكرانيا حاليا أظهرت الصراع ألمعلوماتي الحاد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكيةومن اجل التعمق اكثر في فهم و دراسة الموضوع الذي هو حساس و حديث الساعة لان جميع المجالات مرتبطة بالتكنولوجيا و تحقيق سيادة البيانات لذا جذب العديد من المنظرين في العلاقات الدولية على غرار جوزيف ناي و غيرهم، سيتم توظيف، مقاربة الامن السبراني، و التي تركز في تحليلها على ثلاث جوانب جوهرية، وهي الجانب الخاص بالصلب و الجانب الذكي او الناعم من تطبيقات و برامج اما الجانب الثالث هوالتفاعلات الالكترونية في الفضاء الجغرافي السبراني الوهمي و من رواد هذه المقاربة من مدرسة كوبن هاقن المنظر باري بوزان الذي حدد عدة مستويات للامن مع تطور التهديدات الجديدة العابرة للحدود و القارات.

و من بين انواع الامن التي حددها الامن الصحي، الثقافي السياسي، الغذائي و الامن الالكتروني او السبراني و هذه المقاربة تسعى لدراسة الفواعل و العوامل المؤثرة المسببة للتهديدات السبرانية و دينامكيتها وكيفية ادراتها قبل و اثناء و بعد وقوع التهديد او الجريمية الالكترونية و من رواد ايضا المقاربة جوزيف ناي الذي تحدث عن القوة الناعمة و التي خصص جانبا منها للتحدث عن الامن الالكتروني و الحروب الالكترونية و الصراعات السبرانية خاصة بين الولايات المتحدة الامريكية و الصين.

لطرح الموضوع في قالب منهجي تم التطرق للعناصر الاتية: -اولا: مدخل نظري خاص بالسيادة الرقمية و و حرب الفضاء الالكترونيثانيا: دوافع و اسباب الصراع الصيني الامريكي حول الفضاء السبرانيثالثا: الهجومات الالكترونية بين الصين والولايات المتحدة و تطورها مع التهديدات الصحية و الامنية الجديدةرابعا: ممكنات تحقيق فضاء سبراني امن بين الصين والولايات المتحدة الامريكية في ظل اختلافهما في الرؤى