الخطاب الدعوي والاختلاف الفقهي: المفهوم والعلاقة والأثر

الملخص AR

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن الفقه في الدين يستلزم العلم به ظاهرا وباطنا والفقهاء منوط بهم تعليم الناس دين الله أحكامه وآدابه فهم معنيون بصلاح ظاهرهم وباطنهم وفصل الفقه عن الدعوة مضر بها فالفقه مقرون بها كما في قوله تعالى: (35) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ۖ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ۖ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36) البقرة، وهذا البحث يهدف إلى التعرف على العلاقة بين الخطاب الفقهي والخطاب الدعوي وبيان الصلة بينهما وبيان الحاجة إلى خطاب فقهي دعوي رشيد، يستند إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، والوقوف على متطلبات الخطاب الدعوي اليوم وحاجة المدعوين إلى الخطاب الفقهي الوعظي عند بيان الأحكام الشرعية للعبادات والمعاملات اتباعا لمنهج القرآن الكريم حيث آيات الأحكام فيه قرنت بالوعظ والتذكير في حين خلت كتب الفقه من ذلك، وهذا يدعو إلى مراجعة الخطاب الدعوي والخطاب الفقهي اليوم وأن يكون الفقه أصل في تكوين الدعاة إلى الله بمعرفتهم الشرعية للحلال والحرام في العبادات والمعاملات وتدبيرهم للاختلاف في مسائلهما، وأن يكون الفقه معنيا بتضمين الوعظ ترغيبا وترهيبا في بيان الأحكام الشرعية.