موقعان و نقوش صخرية غير منشورة بمنطقة "الشلاتين" : "نقوش وادي منيجع"، و "كهف وادي البيضا

الملخص AR

يتناول هذا البحث دراسة موقعين من المواقع الأثرية التي لم تدرس من قبل بمنطقة "الشلاتين" دراسة علمية موثقة، حيث تعد تلك المنطقة واحدة من أهم المناطق التي تنتشر بها الفنون الصخرية في صحراء مصر الشرقية لفترات زمنية مختلفة.

و كانت مقرا هاما لوجود الإنسان القديم خاصة منذ بدايات العصر الحجري القديم الأعلى و طوال فترة العصر الحجري الحديث حيث كان الوادي موطن رعي و استيطان على الأرجح بشكل شبه دائم كما عبرت عن ذلك الشواهد الأثرية، ولم تؤثر التغييرات المناخية التي أدت إلى نزوح التجمعات البشرية بالصحراء الغربية لوادي النيل كما أثرت في وادي منيجع، فقد استمر توافر الغطاء النباتي و الحياة البرية بالوادي مما أدى بسكان هذا الوادي إلى استكمال مسيرتهم الحضارية، كما استخدم الوادي أيضا معبرا بريا في العصور التاريخية اللاحقة.

رصد عدد من مواقع الفنون الصخرية الغير منشورة و التي أمدتنا بالكثير عن الأنشطة الدالة على استخدام الوادي بعد ذلك طريق للحجيج و تبين ذلك جراء المسح الأثري الذي قامت به الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة و الآثار في تلك المنطقة الجغرافية الهامة من وطننا الغالي مصر و التي لم يسبق القيام بأي مسح أثري بها.

و ارتكزت الدراسة على نشر موقعين جديدين للنقوش الصخرية في جنوب منطقة "الشلاتين" بصحراء مصر الشرقية و هما: الموقع الأول: "وادي منيجع"، و هو الوادي المؤدي لوادي البيضا اتجاه طريق "شلاتين –سهيل" شمال شرق جبل جرف، و تنتشر فيه النقوش الصخرية بكثافة بعضها يصور نقوش الكباش والوعول و الماعز الجبلي و الإبل وطائر النعام، كما يحوي جبانة ضخمة و منجم و منشآت سكنية لعمال المنجم و مقابر ركامية و منطقة الآبار.

أما الموقع الثاني: موقع كهف "وادي البيضا"، و الذي يتميز بكهفه الأثري ذو الشكل القمعي النادر و الذي يعد الكهف الوحيد المكتشف حتى الآن بمنطقة الشلاتين، و تنتشر خارجه عدد من النقوش الصخرية المميزة للحياة البرية، بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من النقوش الصخرية و تؤرخ لفترات تاريخية مختلفة منها.

و كذلك مجموعة متنوعة من الكتابات، منها الثمودي كانت في حالة سيئة من الحفظ نظرا لتأثرها بالعوامل الجوية، و مصاحب لها كتابات عربية و نقوش مبكرة، كذلك تضم منطقة تحجير و التي تؤكد على استمرار استخدام المنطقة إبان العصر اليوناني كما تؤكد وقوع الكهف في وادي استخدم في العصور الاسلامية اللاحقة كمسار لبعض طرق الحج القديمة القادمة من و إلى ميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر.

وقد اتضح من خلال الدراسة أن تلك المواقع تحوي تصنيفات من أهم النقوش الصخرية و أندرها بمنطقة شلاتين، كما أنها تحوي مناطق بكر لجبانات و مناجم على نطاق واسع استخدمت في عصور تاريخية مختلفة لتنضم إلى قوائم مواقع النقوش الصخرية و الكتابات المكتشفة حديثا في مصر و التي نقترح إدراجها كمواقع تراث عالمي.

: