متطلبات تفعيل دور الأسرة في بناء العقلية الإسلامية للأطفال : دراسة تحليلية

الملخص AR

تعد التربية عملية اجتماعية هادفة تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه، و تتم من خلال المؤسسات التربوية الاجتماعية التي تتولى مهمة تربية الإنسان و تكيفه مع مجتمعه و تنمية و عيه الإيجابي و إعداده للحياة فيه.

و تعد الأسرة من أهم هذه المؤسسات؛ لأنها الخلية الأولى التي يتكون منها نسيج المجتمع، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الفرد بالرعاية و العناية منذ سنوات عمره الأولى.

فالأسرة لها الكثير من الوظائف وعليها العديد من الواجبات الأساسية لأن الفرد يأخذ عنها العقيدة و الأخلاق و الأفكار و العادات و التقاليد وغير ذلك من السلوكيات الإيجابية أو السلبية([1]).

كما أن للأسرة دورا حيويا في تنشئة أبنائها التنشئة الصحيحة وفي تنمية قدراتهم العقلية و الجسمية و تزويدهم بالخبرات و المهارات الحياتية التي سوف يستفيدون بها في نواحي عديدة في حياتهم، فالخبرات الاجتماعية السليمة و العلاقات المتعددة التي تتوافر عند الطفل من خلال الأسرة في السنوات الأولى من حياته تقوم بدور مهم في تكوين شخصيته و انطباعاته و بنائها و زيادة ثقافته و اكتسابه الأخلاق الحميدة([2]).

لذلك نجد الرسول - صلى الله عليه و سلم - يحمل الوالدين مسؤولية التربية، فقال "كلكم راع و مسئول عن رعيته، فالإمام راع و مسئول عن رعيته، و الرجل في أهله
راع و هو مسئول عن رعيته، و المرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها،
و الخادم في مال سيده راع و هو مسئول عن رعيته"(صحيح البخاري، كتاب العتق، حديث رقم 2558).

و من النعم التي منحها الله - سبحانه و تعالى - الإنسان كي يتمكن من تعمير الأرض و يقوم بمهام الاستخلاف نعمة عظيمة، ألا وهي العقل، فهو وسيلة الإدراك و التمييز، و به يستطيع الإنسان أن يميز بين الحق و الباطل و بين النافع و الضار و بين الصلاح و الفساد، و إليه وجه الخطاب الشرعي، فبالعقل يدرك المكلف مضمون الوحي و مقاصد الشريعة و أحكامها، و يعد أساسا في المعرفة
([1]) صالح بن علي أبو عراد: بعض المؤسسات التربوية و أثرها في تربية الفرد و المجتمع، مجلة بيادر (نادى أبها الأدبي، المملكة العربية السعودية، عدد46، 2005) ص35-40.

([2]) فهيم مصطفى: منهاج الطفل المسلم، تحقيق مصطفي أديب (القاهرة، دار التوزيع، 2003) ص20.