ملامح نظرية النحو الدلالي في كتاب سيبويه: قراءة تحليلية في باب (الاستقامة من الكلام والإحالة)‎

المؤلف

دويدار، إسماعيل غازي إسماعيل

المصدر

مجلة الدراية: مجلة علمية محكمة نصف سنوية

الناشر

جامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية و العربية للبنين بدسوق

تاريخ النشر

2021-12-31

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

28

التخصصات الرئيسية

اللغة العربية وآدابها

الموضوعات

• النحو
• علم الدلالة
• اللغة العربية
• سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، 765-796

الملخص العربي

صار البحث اللغوي الحديث لا يفرق بين الجانب النحوي والجانب الدلالي؛ حيث أصبح يجمعهما منهج واحد يجعل منهما حقلا علميا واحدا تندمج فيه قوانين النحو مع قوانين الدلالة، ومن هنا يتوقف معنى التركيب اللغوي على جانبين: أولهما التعليق النحوي بشروطه التركيبية، وثانيهما: القبول الدلالي بمدى موافقته للحقيقة اللغوية أو الخروج عنها.

والمتأمل في تراثنا النحوي يجد أن النحاة الأوائل قد ألمحوا إلى هذين الجانبين المكونين لما يسمى بالنحو الدلالي.

وذلك في مواضع متعددة من كتب التراث، ولعل أقدمها وأبرزها-أيضا-ما صرح به إمام النحاة في مطالع الكتاب من الباب المسمى بـ (الاستقامة من الكلام والإحالة).

وقد قسم سيبويه الكلام فيه إلى خمسة أقسام: قسمان فيهما تتحقق صحة التراكيب نحويا ودلاليا، وهما: المستقيم الحسن على سبيل (التفسير الحقيقي) للكلام، والمستقيم الكذب على التفسير المجازي للكلام.

وثلاثة أقسام أخرى لا تتحقق فيها صحة التراكيب نحويا ودلاليا، بسبب وجود خلل تركيبي، أو عدم القبول الدلالي بين مفردات التركيب.

ومن هنا يمكننا القول: إن الجمع بين (الكلام المستقيم الحسن) الذي يمثل التراكيب الصحيحة نحويا ودلاليا على وجه الحقيقة، هذا من جانب، ومن جانب آخر الكلام المستقيم الكذب الذي يمثل التراكيب الصحيحة نحويا بموافقتها النظام النحوي، والصحيحة دلاليا بالتأويل الدلالي القائم على التفسير المجازي-أقول: إن ذلك يمثل ملامح بارزة لما يسمى بنظرية النحو الدلالي في الفكر النحوي القديم الذي أفاد منها أئمة الفكر البلاغي-بعد سيبويه ومن لف لفه واقتفي أثره من النحويين الأوائل -في بناء النظرية البلاغية في تراثنا اللغوي، تلك النظرية التي استقل بها أئمة البلاغة العربية بعد ذلك، بينما سلك النحويون المتأخرون منهجا مستقلا عن المعاني، يعنى فقط بالجانب النحوي المجرد من الدلالة أو معانى النحو، ذلك الأمر الذي جعل الدراسة النحوية عندهم جسدا بلا روح؛ مما عرضه لكثير من النقد في العصر الحديث بوصف ذلك نقطة ضعف فيه، وهو من ذلك براء.

ولعل الأخذ بمقتضيات البحث البيني المعاصر تفرض على دارسي علوم العربية أن يسعوا جاهدين بإعادة النظر العلمي في هذا المنهج المتباعد الأطراف اللغوية، وذلك بتقريب الشقة بين النحو-بمعناه المجرد من الدلالة-وبين أشقائه من علوم العربية، وبخاصة علم المعاني، بعدما بعدت طويلا، الأمر الذي يضمن أن يعود للنحو العربي وجهه المشرق كما كان في الفكر النحوي القديم لدى الرعيل الأول من النحاة.

نوع البيانات

أوراق مؤتمرات

رقم السجل

BIM-1465200

• APA
• MLA
• AMA