هوس الديداكتيك

الملخص AR

يشهد الفكر التربوي المعاصر تطورا يطالب بإلحاح عقلنة و ترشيد و هندسة العملية التعلمية التعليمية، و الاهتمام أكثر بالنوعية و تحسين المردود التربوي الذي يظهر من خلال منح الأولوية للاهتمام بالفعل التعلمي التعليمي و شروط إنجازه مستفيدا في ذلك من معطيات السيكولوجيا و السوسيولوجيا و البيداغوجيا و الإبستيمولوجيا، و يتمثل هذا الاهتمام بحقل الديداكتيك الذي يكتسح الحقول التربوية مثل البيداغوجيا.

وقد أصبح مصطلح الديداكتيك من أكثر المصطلحات رواجا في الأدبيات التربوية المعاصرة.

و بالفعل فإن التراكم المتزايد للبحوث في ميدان الديداكتيكا أصبح يعبر اليوم عن هوس ديداكتيكي أو انحراف ديداكتيكي ما يثير إشكالات إبستيمولوجية عدة سواء ما تعلق بدلالة المصطلح وموضوعه و مفاهيمه أو ما يرتبط بعلاقته بالبيداغوجيا وباقي علوم التربية.

وذلك هوس الديداكتيك أصبح اليوم أكثر إلحاحا، و هو يطرق أبواب المنظومة التربوية الجزائرية بقوة، و خاصة إذا ما تعلق الأمر بالإصلاح التربوي الشامل سنة 2003.

وجاءت هذه الورقة البحثية لتطرح أهم الإشكالات الإبستيمولوجية سواء ما تعلق الأمر بهوية هذا الحقل المعرفي القديم الجديد أو على مستوى علاقته بالبيداغوجيا و علوم التربية التي تعد رافدا من روافده رغم تهجم البعض على علوم التربية أو البيداغوجيا و اعتبارها لا تدخل ضمن إرهاصات علم الديداكتيك.