تهذيب الفرائد في شرح الفوائد

الملخص AR

اهتم علماء أصول النحو العربي بموضوع الاعتراض و الترجيح لما لهذا الأمر من أهمية بالغة في تقويم الدرس النحوي، و لعل من أهم أسباب نشوء ظاهرة التعارض و الترجيح هو اختلاف النقول و الشواهد و تضارب الآراء لميل طائفة من النحويين إلى هذا الدليل أو ذاك، و ميل آخرين إلى غيره من الأدلة، و لا يخفى أن ظاهرة الترجيح و التعارض ظاهرة صحية لأنها أسهمت.

بنضج الدرس النحوي العربي و قيامه على سوقه، فنشأ الخلاف بين المدرستين البصرية و الكوفية، و كثر الجدل و النقض و كل فريق يعضد رأيه بالشواهد و يركن إلى المسموع تارة أو إلى إعمال العقل تارة أخرى, أو إلى دليل الإجماع، أو استصحاب الحال، و قد ألفت المصنفات حول هذا الاختلاف و لعل من أبرزها في هذا المجال كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين و الكوفيين لأبي البركات الأنباري (ت-577 ه) الذي عرض لأهم المسائل التي كثر فيه الأخذ و الرد بين المرستين المذكورتين آنفا، و من الكتب التي تعرضت لذات الغرض كتاب التبيين عن مذاهب النحويين البصريين و الكوفيين لأبي البقاء العكبري (ت-616 ه)، فضلا عما تضمنت كتب النحو على اختلاف أجيال النحاة من مسائل الترجيح و الاعتراض و قد كان للسيد محمد رضا الأعرجي الحسيني سمته الخاصة في مجال الترجيح و الاعتراض في كتابه (تهذيب الفرائد في شرح الفوائد) و هذا البحث يعرض لنماذج من هذه المعالجات