الاتجاهات النظرية والمنهجية المعاصرة في علم الاجتماع الأسري: مقاربة مستقبلية

الملخص AR

بدأت مسيرة علم الاجتماع في مصر منذ أوائل القرن العشرين في جامعة القاهرة، و أسفر ذلك عن تكوين بنية مؤسسية كبيرة لتعليم علم الاجتماع، و تخريج أعداد كبيرة من الطلاب و الباحثين سنويا في مختلف التخصصات الفرعية لهذا العلم، و يفترض أن يسفر ذلك عن حركة علمية نشطة في مجتمع يموج بالتغيرات و التحولات الاجتماعية و القضايا و المشكلات الاجتماعية التى تحفز على البحث و الجدل النظري و المنهجي بين المشتغلين بعلم الاجتماع في مصر، و لكن من الواضح أن حجم الإنتاج العربي في علم الاجتماع لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع حجم المشتغلين به، و لا حجم البنية المؤسسية الضخمة لأقسام علم الاجتماع في الجامعات المصرية.

لكن علم الاجتماع في الغرب، و منذ نشأته، استطاع أن يوجد لنفسه نموذجا إرشاديا حل تدريجيا محل النماذج الإرشادية السابقة له، و يقصد بالنموذج الإرشادي تلك النظريات و طرق البحث المعتمدة كنموذج لدى مجتمع من الباحثين العلميين في عصر بذاته، و من ثم استطاع النموذج الإرشادي للباحثين في الغرب أن ينمو و يتطور من خلال الممارسة و التطبيق لنتائج بحوثه و دراساته.

ووفقا لهذا نستطيع أن نطرح التساؤل الآتي: هل استطاع علم الاجتماع الأسري في المجتمع العربي، و منذ نشأته، أن يوجد لنفسه نموذجا إرشاديا كما فعل علم الاجتماع الأسري في المجتمع الغربي؟