فعالية برنامج تدريبي قائم على بعض فنيات تحليل السلوك التطبيقي في خفض السلوك النمطي التكراري لدى أطفال طيف التوحد

الملخص AR

تعد السلوكيات المتكررة (النمطية) من أكثر العلامات الدالة على اضطراب طيف التوحد، هذا و تتنوع السلوكيات النمطية بتباين الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد، وقد تبدأ بشكل مختلف، وقد تختلف من حيث المدة التى تستغرقها و طبيعتها (هشام عبدالرحمن الخولى، و محمد كمال أبوالفتوح، 2015، 151).

يعد اضطراب طيف التوحد من أشد و أعقد الإعاقات، و تشخيصه لا يزال من أكبر المشكلات التى يواجهها الباحثين و العاملين في مجال التربية الخاصة، فهو اضطراب في النمو العصبى يؤثر في ثلاث مجالات أساسية، ضعف في التفاعل والتواصل الإجتماعى و أنماط السلوك المقيدة و المتكررة (مصطفي راغب الأقرع، 2017، 30).

يظهر الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد سلوكيات فريدة تجعلهم مميزين عن الآخرين و لعل أكثرها وضوحا هى السلوكيات النمطية التكرارية، و يمكن تقسيم تلك السلوكيات إلى سلوكيات نمطية حركرية مثل الرفرفة و المشى على أطراف الأصابع، إلخ، و السلوك النمطى اللفظى مثل: ترديد ثلاثة أو أربعة كلمات أو ترديد جملة لفترة طويلة من الوقت، و السلوك النمطى المتعلق بالحواس مثل حاسة البصر و السمع و اللمس و الشم و التوازن، و السلوك النمطى المتعلق بالأنشطة و الإهتمامات مثل: الإنشغال بجزء من الشىء، و السلوك النمطى المتعلق بالأشياء وثباتها فيرفض الطفل تغيير قطعة من أثاث المنزل و رفض تغيير روتين اليوم (تامر فرح سهيل، 2014، 104؛ أسامة فاروق مصطفي و السيد كامل الشربينى، 2011، 83؛ سناء محمد سليمان، 2014، 104).

وهنا تبرز أهمية التدخل في رعاية الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد خاصة أن الدراسات الميدانية قد أثبتت أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يمكنهم التكيف النفسى و الإجتماعى إذا ما أحسن رعايتهم و توجيههم (أسامة فاروق مصطفى، 2016، 207).

و أثبتت العلاجات الكلينيكية تغييرات جذرية في سلوكيات الأفراد التوحديين من خلال زيادة السلوكيات الاجتماعية الايجابية ( مثل التواصل و التفاعل الاجتماعي ) و تقليل السلوكيات المشكلة ( على سبيل المثال، العدوانية و ايذاء الذات و تضمين الوالدين في تقديم العلاجات السلوكية لزيادة النتائج و تعميمها.

(جمال عطية فايد، 2022، 4) تحليل السلوك التطبيقى هو مجموعة من الأساليب المنظمة العلمية، و التى تستهدف تحقيق تغيرات ايجابية في سلوك الأطفال ذوى الإعاقة لكى تجعل حياتهم و حياة المحيطين بهم أكثر فاعلية، و إيجابية، و تقوم بتنمية و تعزيز السلوك المرغوب فيه، و خفض و إيقاف السلوك الغير مرغوب فيه (يارا بندر الحربى، و بندر محيا العتيبى، 2021، 51-52).

لذا و من خلال ما تقدم فاستخدام تحليل السلوك التطبيقى قد يكون له عظيم الأثر في خفض حدة السلوك النمطى لدى الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد، و هو ما تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيقه.