الخراجيات في الأندلس : دراسة في أحوالهن العامة (٣١٦- ٦٦٨ه ۹۲۸- ١٢٦٩م)‎

الملخص AR

أن التمسك بالأخلاق ضرورة لا بد منها في بناء المجتمع، بوصفها تحقق الديمومة و الإستمرارية للحياة، فخروج المجتمع عن ضوابطه يعد بداية للفساد و السقوط و الفوضى الاجتماعية، و على الرغم من عمليات البناء الاجتماعي الكبير، إلا أن بعض الأندلسيين انحرفوا و ابتعدوا عن الضوابط الأخلاقية، الأمر الذي أحدث انفصال بين السنن الاجتماعية و الأخلاقية، فانتشرت مظاهر سيئة في المجتمع الأندلسي و كانت مناخا ملائما لبروز بعض الرذائل و الانحرافات الخلقية التي أثرت على صيرورة هذا المجتمع، و قد شدد الفقهاء و المحتسبين على ضرورة عفة المرأة و المحافظة عليها، و لعل هذا الاهتمام نابع من أهمية هذا المخلوق و قدسية جسد المرأة و دورها في صلاح المجتمع، رافق ذلك ظهور دور الخراج و انتشارها بشكل كبير حيث كانت مكانا آمنا لممارسة الرذيلة، و بطبيعة الحال أخذت مظاهر الانحلال الأنثوي تتصاعد و تبرز بشكل واضح في الأندلس بلغت التجاوز في العلاقة بين الرجل و المرأة حدأ ينم عن ضعف الأخلاق و انحلالها الكبير، فوقع بعضهن بالمحظور و خالفن الشرع فانتشر البغاء و الزنا و الإجهاض من قبل بعض النساء اللاتي عرفن بالخراجيات.