الثقافة موجز في تعريف المفهوم، النسق، الإنتاج، وإعادة الإنتاج

الملخص AR

يحاول الباحث في هذه الورقة تقديم تعريفا موجزا للثقافة ومكوناتها؛ التي يلتمس عبرها توصيل شرح مبسط لمفهوم الثقافة؛ وللمفردات التي تتضمنها كوعاء عام يحتوي على عادات المجتمع وتقاليده، وأفكاره، ورؤاه، وتصوراته، وعلى أعرافه، وسننه، وقوانينه، ومعتقداته، وطقوسه، ومراسمه، وشعائره، وعلى مكنوناته، ورموزه، وأخيرا على تراثه، وموسيقاه، وفنونه، وآدابه، وعلى فلكلورة، وفوق هذا وذاك على سلوكه في الحياة.

تشتمل هذه الورقة البحثية مباحث سنة: يتعلق الأولــــــ منها بالبحث في ماهية الثقافة وتعريفاتها المتعددة، المتماثلة تارة والمختلفة تارة أخرى، كالمدارس، والمقاريات، والمفكرين والعلماء الذين تناولوها كل حسب وجهة نظره.

ويأتي المبحث الثاني لنناقش مكونات الثقافة المتعددة، المعقدة، المتداخلة والمتشابكة التي تنتج في النهاية خليط متجانس أو غير متجانس يحتويه وعاء الثقافة الكبير، وجاء المبحث الثالث ليمعن النظر في الكيفية التي يتم بها أو من عبرها انتاج الثقافة، ثم الكيفية التي يتم فيها إعادة إنتاج هذه الثقافة؛ إذ أن الثقافة منتج بشري خالص اختص به الإنسان العاقل دون الكائنات الأخرى التي تشاركه العيش فـوق سطح الكرة الأرضية؛ من أين يأتي هذا المنتج إذن؟ ما هي المواد الأولية الداخلة في تكوينه؟ لماذا يختلف الإنتاج بين مجتمع وآخر على الرغم من اعتماده نفس المسافات، والصهر في نفس بوتقة المجتمع البشري؟ ولماذا، وكيف، وإلى متى تتم عملية إعادة إنتاج الثقافة؟ لماذا تخشى بعض المجتمعات عملية التغير الثقافي، وتبقى متمسكة بما لديها ثقافة تقليدية؟ من التنوع الثقافي، وعلاقة الثقافة بالهوية؛ من ينتج من، ومن يساعد على ديمومة الآخر وبقاءه ثم تصنيع الثقافة وتحويلها إلى سلعة تباع وتشترى؛ تلك موضوعات ثلاث تتناولها المباحث الرابع، والخامس، والسادس على التوالي، في موضوع التنوع الثقافي سنطلع على تعدد الثقافات الفرعية في المجتمع الواحد وقدرة هذا المجتمع، أو عدم قدرته على استيعاب تلك الثقافات.

أما علاقة الثقافة بالهوية فإنها تبدو علاقة جدلية لا يمكن نكرانها ذلك أن الثقافة والهوية تشيران بوضوح لطبيعة هذا المجتمع أو ذاك، وأخيرا تأتي موضوعة تصنيع الثقافة التي اختص بابتكارها أساطين مدرسة فرانكفورت بعد هربهم من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، ومشاهدتهم للكيفية التي يتم فيها تصنيع الثقافة في خطوط إنتاج، ثم تحويلها إلى سلعة تصدر إلى المجتمعات المستهلكة مثلما تصدر السيارات والملابس ليتم استهلاكها هناك.