قضية العدل والمساواة في روايات عبد الحميد جودة السحار رواية: عمر بن عبد العزيز، نموذجا

الملخص AR

إن العدل والمساواة صفتان محمودتان عند جميع الناس سواء مسلما كان أو كافرا، وهاتان القضيتان تنقصان من خصائص البشر الكريمة على مر دورة الزمان وكر عجلة الأيام.

وفي العصر الراهن يفقد الناس الخصال الحميدة من بر وإحسان وصداقة وأخوة وصلة الأرحام والعلاقة مع الجيران وغير ذلك من السمات القيمة عندما يتقدم الناس إلى تطور العلوم الحديثة وتقدم الفنون العصرية وترقية أدوات الحروب وإبداع الآلات التكنولوجية الجديدة.

يزداد في أيامنا هذه التباغض والتحاسد والتدابر والتنازع في الأسرة والمجتمع والابتعاد عن إقامة التسوية والعدل في المعاشرة.

فالعدل والمساواة يرتبط بعضهما بعضا في الطبيعة وأنهما تعتبران حقا معرفيا طبيعيا بين كل الكائنات وخصلتين هامتين في الدين السماوي الإسلامي.

كل الناس يستحق للعدل والمساواة في المجتمع الذي يعيش فيه من دون الفرق في الجنس والبشر والدين، وأن الجميع يستحق التقدير والكرامة والاحترام بقدر مستوى درجته النفسية ما هو يعرف في الوقت الحالي وما زالت سائدة للمساواة الأخلاقية وفقا للنواحي العقلانية والعالمية.

ومن المعلوم أن الأيام والأزمنة التي ساس فيها الهند الحكام المسلمون من السلاطين والمغول، فإنهم قد أسسوا بنياتهم السياسي على التسوية والعدالة اللتين لعبتا دورا فعالا في إطالة مدة الحكم وفي جذب قلوب الهندوس وتأليف نفوس البوذيين والمسيحيين بالإسلام وإقناعهم بمعالم العدالة وشعائر المساواة حتى دخلوا في دين الله أفواجا واستظلوا تحت ظلال الإسلام وأن هاتين القضيتين من أهم القضايا المعاصرة التي تهفو إليها القلوب وتميل إليها النفوس وتعشق لها الإنسانية وتيسر مسيرة الحياة البشرية.

وقد انعكست قضية العدل والمساواة في كتابات الأديب البارع والكاتب الفذ والروائي البارز عبد الحميد جودة السحار وأطال في هذين الموضوعين بحثا عميقا، وهو الذي يهتم بمسألة العدل والمساواة اهتماما بالغا ويلقي لها ضوءا خاصا في رواياته إذ هما يعتبران من عناصر الحياة المهمة.

ويعتني الأديب بهاتين المسألتين عناية خاصة تؤدي إلى إقامة الأمن والسلام والرقى والازدهار في البلاد والمجتمع، وكذلك اقتلاعهما من أصلهما ونقص قوامهما في البلاد والمجتمع يؤدي أهلما إلى الإعوجاج والإرهاب والفساد بين المواطنين والنزال بين أهله.