دور برامج كليات التربية في مواجهة تحديات تغير المناخ: رؤية مستقبلية

الملخص AR

تعد التغيرات المناخية أحد أهم الأسباب التي تؤثر على البيئة، حيث يمكن أن تتسبب في حالات الجفاف وتغير أنماط هطول الأمطار العالمية وفي تدمير سبل العيش بالإضافة إلى انتشار أمراض خطيرة، وذوبان الجليد في مختلف أنحاء العالم وتدمير بعض البيئات البرية، وانعدام إمكانية العيش فيها.

وتقف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخطوط الأمامية من المواجهة مع تغير المناخ.

ولم يعد مقبولا أن تظل الجامعات بكلياتها معنية فقط بدوريها التقليديين : تعليم الطلاب والبحث العلمي، انطلاقا من القناعة العلمية والمنهجية والمهنية بأن الوظيفة الثالثة للجامعات وكلياتها هو خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدور الذي لا تقل أهمية عن التعليم والبحث العلمي، فالحداثة النسبية لانشغال الجامعات وكلياتها بالوظيفة الثالثة قد أدى إلى تواضع دور الجامعات وكلياتها في هذا الشأن، كما أن الحالة التنموية الراهنة للمجتمعات العربية وتنوع التحديات الإشكاليات يجعل من غير المقبول علميًا واجتماعيًا تباطؤ الجامعات وخاصة كليات التربية أو تهاونها في هذا الدور.

وكليات التربية بحكم موقعها التاريخي في مسيرة التعليم العالي والجامعي وحجمها، وتاريخ برامجها وعمق ارتباطها بالمجتمع يفرض أن تكون من أول الكليات والمعاهد الجامعية المعنية القيام بإعداد منتسبيها لمواجهة هذه التحديات والبحث عن تقنين ثوابت ومرتكزات تلافي أي، إشكاليات، ومن ثم، لم يعد مقبولا أن تظل هذه الكليات غير قادرة أو محدودة الدور في مواجهة تحديات تغير المناخ.

ومن ثم فإن هذه الورقة تهدف الكشف عن دور برامج كليات التربية في التنمية الثقافية نحو مواجهة تحديات تغير المناخ لطلابها، وعرض سلبيات وإيجابيات هذا الدور، فضلاً عن تطوير وتوضيح العلاقة بين التنمية الثقافية نحو مواجهة تحديات تغير المناخ وبيئتهم المحلية التي يعيشون فيها، بجانب رؤية مستقبلية مقترحة للتنمية الثقافية نحو مواجهة تحديات تغير المناخ للطالب المعلم بكليات التربية.

وسوف تعتمد الورقة على المتاح من الأدبيات في مجال دور كليات التربية وبرامجها في التنمية الثقافية نحو مواجهة تحديات تغير المناخ بشكل عام، ثم المسح التحليلي والنقدي للدور الواقع لكلية التربية في هذا المجال سعيًا لوضع ملامح لرؤية مستقبلية للدور المتوقع.