المسؤولية الجنائية الناشئة عن التنمر

الملخص AR

السلوك البشري العدواني مستقبح في الفطر السليمة، و ما وظيفة الأديان إلا التأكيد على قبحه، والتوعد على فعله، و الترغيب في البعد عنه، و إذا كان العدوان مستقبحا كله، فإنه أشد ما يكون قبيحا وقت أن يكون على الضعيف في جسمه، أو الفقير في ماله أو الصغير في سنه، أو المهيض في بنيانه، أو المبتلى في عقله، و لبشاعة العدوان حينئذ، و لخروج المعتدي حينئذ من إنسانيته إلى سلوك الحيوانات الضارية، أسماه الناس باسم خاص به، فأطلقوا عليه التنمر.

جاء هذا البحث لمعالجة مشكلة تزايد و تطور ظاهرة التنمر و التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، يعد التنمر على الغير ظاهرة سلبية لها عواقب وخيمة تؤثر على كيان الأفراد و الجماعات، وقد تطورت أسبابه و وسائله، تطورا كبيرا بتطور المشكلات الاقتصادية، و الاجتماعية، و البيئية و الإعلامية، فأصبحت ظاهرة التنمر تشكل تهديدا كبيرا على الصحة و سلامة العديد من الأسر و الأطفال و الكبار خاصة مع الثورة التقنية، و تعدد وسائل التواصل الاجتماعي و اتساع المنطقة الجغرافية للاتصال بين مختلف الأجناس و الثقافات، مما ترتب عليه أن سلوك التنمر أصبح مقلق بشكل كبير، و يمثل أكبر التحديات التي تحتاج إلى حل سريع فكان من اللازم بيان مفهوم التنمر، و أنواع التنمر، و الفرق بينه و بين ما يشتبه به و التطرق إلي البنيان القانوني لجريمة التنمر، و أحكام العقاب علي جريمة التنمر بمصر و فرنسا.