سياسات تحقيق الاقتصاد البرتقالي في ضوء أهداف التنمية الحضرية المستدامة في مصر

الملخص AR

تهدف السياسات والخطط التنموية العالمية والمحلية إلى تحقيق التنمية الحضرية المستدامة ويعتبر الاقتصاد أحد أهم ركائز تلك التنمية الحضرية، ومع ظهور التوجهات الحالية نحو المدن الإبداعية وتأسيس اليونسكو في عام 2004 شبكة المدن الإبداعية لتعزيز التعاون بين المدن بدأ ظهور مفهوم الاقتصاد البرتقالي مؤخرا عام 2013 نسبة إلى اللون البرتقالي الذي يرتبط عادة بالثقافة والإبداع والهوية، كما أنه يعرف بأكثر من مرادف هما (الاقتصاد الثقافي أو الاقتصاد الإبداعي) وتتضح أهمية الاقتصاد البرتقالي في قدرته على توليد النمو وفرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على هوية المنطقة من التراث الطبيعي والحرف اليدوية وتحفيز الصناعات الثقافية والإبداعية.

وتسعى العديد من الدول حول العالم إلى تبني سياسات لتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية من أجل النمو الاقتصادي والحفاظ على الهوية الأساسية، وعليه فقد اكتسب قطاع الأنشطة الإبداعية والثقافية أهمية كقطاع بديل لنماذج التنمية التقليدية، كما يتم التأكيد على إمكاناته كمحرك للتنمية المستدامة والتركيز على دوره القوي كمورد لتحسين الظروف الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المحلية، ونتيجة لذلك يتضح وجود علاقة إيجابية قوية بين الاقتصاد البرتقالي والتنمية الحضرية حيث يمكن للاقتصاد البرتقالي أن يلعب دورا هاما في تشكيل مدن مستدامة وأكثر مرونة، وفي مصر يتمحور الهدف الأول من استراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030) حول دعم الصناعات الثقافية كمصدر قوة للاقتصاد وتحقيق التنمية، كما يتضح وجود إمكانيات كبيرة في مصر يمكن الاستفادة منها في مجال الاقتصاد البرتقالي (الإبداعي) كالصناعات الثقافية والحرف التراثية، ومن هذا المنطلق يهدف البحث إلى التعرف على مفهوم الاقتصاد البرتقالي وأهميته في التنمية الحضرية والتخطيط العمراني ومقومات تحقيقه والسياسات التي يتم اتباعها من التجارب العالمية لتفعيله في التنمية الحضرية، ومن ثم الوصول إلى مجموعة السياسات التي يمكن اتخاذها لتفعيل الاقتصاد البرتقالي في التنمية الحضرية في مصر.