الازدواجية اللغوية في المغرب وتعليم اللغة العربية

الملخص AR

لا مرية في أن هناك فارقا كبيرا بين اللغة الآم واللغة التي يتعلم بها الطفل القراءة والكتابة، فعندما ينتقل الطفل إلى المدرسة يواجه انفصاما لغويا حادا، فمن اللغة الآم أي من الشفوي الذي لا يكتب، يزج به في الكتابي الذي لا يتكلم به.

وبرغم الاهتمام الذي يحظى به تعليم اللغة العربية وتعلمها، فإنها ما تزال تعرف بطئا كبيرا في وتيرة تداولها، فضلا عن ضعف استعمالها، إذ يقف المتتبع لحال اللغة العربية من حيث التواصل اللغوي أمام ضعف مستواها لدى المتعلمين في جميع مراحل التدريس، خصوصا في الإنتاجات اللغوية الشفوية والكتابية.

فالتعدد اللغوي لدى الأطفال يؤثر كثيرا في تعلم اللغة العربية الفصحى، بسبب تداخل القوالب الصرفية والتراكيب والأساليب.

وإذا كان الطفل أمازيغيا، فالأمر يزداد تعقيدا، لتعدد الأنحاء الخاصة عنده، فيتأثر-بالتالي-تعلم اللغة العربية الفصحى سلبا، فلا يستطيع الطفل تمثلها كما ينبغي.

ولعل من أهم الأسئلة التي تثار في هذا الصدد هي: فإلى أي حد يمكن القول بخصوصية في الوضع اللغوي للمتعلم المغربي؟ وما هي أهم العوامل المحددة المؤثرة في تعلم اللغة العربية عند الطفل المغربي؟ وإلى أي حد يمكن معالجة بعض الإشكالات المترتبة عن ظاهرتي الازدواجية والتعددية اللغوية.

تشكل الإجابة عن هذه الأسئلة محور البحث في هذا المقال الذي يروم المساهمة في مناقشة أحد أبرز المشاكل التي يواجهها النظام التعليمي المغربي.