الرواية السياسية في الأردن

الملخص AR

يتناول هذا البحث تأثير السياسة بمفهومها العام و الخاص في الرواية الأردنية، ويبحث الأسباب التي كانت وراء ظهور السياسة في الشعر العربي أواخر القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين، وعدم ظهورها في الروايات المبكرة في النصف الأول من القرن العشرين، إذ يراد ذلك إلى ارتباط الشعر بجذورها العربية وارتباط الرواية العربية بالرواية الأوروبية الرومانسية وتأثرها بها، وارتباطها بالتسلية و الترفيه في بدايتها.

ويرى الباحث أن السياسة لم تبد بشكل واضح في الرواية إلا في الأربعينات بسبب الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين، وانعكاس ذلك على أبناء العالم العربي.

يكشف البحث أن الرواية في الأردن لم تظهر إلا في أواخر الثلاثينات في إطار تاريخي أو رومانسي، وان أول رواية سياسية ظهرت هي رواية فتاة من فلسطين لعبد الحليم عباس بعيد النكبة 1948 م ، ليتبعها عدد من الروايات في الخمسينات و الستينات.

وقد عرض البحث لهذه الروايات موضوعيا و فنيا بشكل مختصر، متوقفا عند نكبة 1967 م ، و أثرها القوى في الرواية الأردنية، كما و كيفا.

وتوقف الباحث بتأن مع روايات ما بعد الكسة ، كاشفا بشكل صريح أثر السياسة و مواقف الكتاب الأيديولوجية على فنية الرواية و أساليبها وكيف حولتها أحيانا إلى خطب جوفاء، كما حولت الشخوص إلى أبواق تردد مانشيتات صحفية و إعلامية جوفاء ..

وقد ناقش البحث روايات : جراح جديدة لعيسى الناعوري، وأنت منذ اليوم لتيسير سبول، والكابوس لأمين شنار ، و أوراق عاقر، وتلك الأعوام لسالم النحاس، أحياء في البحر الميت، ومذكرات كاتم صوت، و الشظايا و الفسيفساء لمؤنس الرزاز، ومجرد 2 فقط ، وطيور الحذر لإبراهيم نصر الله، مبينا كيف انعكست السياسة على الرواية انعكاسا سلبيا في الرسم الشخوص و تحريك الأحداث و الاتساق و استخدام الرموز و الأسماء المباشرة أو الرموز المغلقة و الاتكاء على التراث و تسطيح العمل و اللجوء إلى الغرائبية ...

وقد ربط الباحث ذلك كله بالسرعة في الكتابة، وعدم الاختمار التجربة، و المبالغة في عرض الأحداث، أو بالمواقف الساسية المسبقة للكتاب، أو لصغر سنهم، منبها أن الرواية السياسية ليست فنا سهلا، و ليس من السهولة المواءمة بين السياسي و الفني في الرواية، أو تطويع الأيدويولوجيا للفن، أو الكتابة الصريحة في العالم العربي