الإنترنت و آفاق صناعة النشر في العالم العربي

الملخص AR

بالرغم من أن العديد من المخصصين قد تنبؤا و منذ السبعينيات (و ربما قبل ذلك) بأن الكتاب و غيره من المطبوعات الورقية سوف تختفي قبل انقضاء هذا القرن، إلا أننا، و نحن نعيش أواخر التسعينيات، نرى أن الكتاب لا زال في عصره الذهبي، و أن عدد الكتب التي تطبع يتزايد سنة بعد أخرى، كما أنه لا تلوح في الأفق أية مؤشرات تدل على قرب زوال عصر الكتاب.

فمنذ زمن البث الإذاعي، و مروراً بظهور التلفاز، و بزوغ عصر الحاسوب و تطوير الإنترنت و النسيج العالمي الواسع، أصبح من المستبعد لأي منا أن يتكلم بشكل مؤكد و مضمون عن مستقبل تقنيات المعلومات في أي تطبيق من تطبيقاتها المتعددة، و ذلك كنتيجة حتمية للتطورات المتسارعة في هذا الحقل.

كما أن هناك صعوبة بالغة في توقع نمو أو اندثار الأشياء مستقبلاً.

و يصح هذا تماماً حين نتحدث عن النشر الإلكتروني و تأثيره على الكتاب.

و في هذا السياق فنحن نتناول الظهور المفاجئ للتقنيات الجديدة التي تمكننا من النشر بأسلوب مختلف كلياً عما كان سائداً من قبل.

و المسألة التي تثير الانتباه لا تتعلق بنمو صناعة نشر الكتاب أو نمو و انتشار الإنترنت و النشر الإلكتروني, و لكن عن التأثير المتوقع للإنترنت و النشر الإلكتروني على الكتاب.

و لا تتوفر لنا حالياً معطيات كافية عن الموضوع و ذلك لكون النشر الإلكتروني لا زال من المفاهيم الحديثة نسبياً لحد الآن، و لا تتوفر عنه معلومات كافية تمكننا من بناء تصور واضح عن السبب المتوقع لظهور أي تغيرات مستقبلية.

يعمل هذا البحث على تقديم عرض سريع لتاريخ الكتاب الورقي و تطوره, و من خلال استعراض خصائص النشر التقليدي و النشر الإلكتروني نحاول أن نؤشر الوظائف التي يمكن للنشر الإلكتروني أن يحل فيها محل النشر التقليدي، و لو إلى فترة من الزمن.

و من خلال التعرف على خصائص و وظائف كلا النوعين من أنواع النشر، يعمل البحث على استخلاص عدد من الاستنتاجات حول المدى المتوقع لتأثير النشر الإلكتروني على النشر التقليدي.

و يخلص البحث إلى أن مستقبل النشر التقليدي لا زال واسعاً للعديد من الأسباب و الآليات الاجتماعية.

و يبقى السوق هو العامل الحاسم الذي يحدد فيما إذا استمر التوجه الحالي نحو النشر الإلكتروني بالشكل الذي نعرفه في يومنا هذا، أو إذا تعاظم أو اضمحّل مستقبلاً.