دور الأقدار في صناعة التغيير في ضوء القرآن الكريم

الملخص AR

يعالج البحث مشكلة ميل كثير من المسلمين إلى الفهم الجبري للقدر، بمعنى أن القدر عندهم أشبه بالريح العاصفة، و الإنسان ما هو إلا ريشة في مهب هذا الريح لا يملك من أمره شيئا، مما أضعف تعامله مع المنهج السنني و منظومة الأسباب، انتظارا للأقدارو اتكالا على مالكها، فساهم ذلك بقوة في إضعاف فاعلية الأمة و توهين جهازها المناعي و إيصالها إلى هذه الدركة من الغثائية و الوهن الحضاري، و يهدف البحث إلى تفكيك القراءات الخاطئة للمفاهيم القرآنية المرتبطة بصناعة دوائر الأقدار في مساحاتها النفسية و العلمية و العملية، بحيث تتم القراءة الكلية لهذه الآيات في ضوء التجربة الإسلامية الأولى في تجسيد هذه المفاهيم، سواء في مرحلة الفكر أو في مرحلة الفعل.

و تكمن أهمية البحث في النقاط التالية : 1-مساهمته في الإجابة عن سؤال "لماذا تخلفنا و تقدم الآخرون"، بحيث يتضح أن الفهم الجبري للقدر، يضعف فاعلية الفرد، و يقتل قوة المجتمع.

2-يعمل على تفكيك القراءات الجزئية و المنقوصة للقرآن، و هي السند و الحجج التي يتسلح بها السلبيون و القاعدون عن الإصلاح و التغيير، مرتدين ثياب القدر المزيفة.

3-يعمل على توضيح المنهج السنني في القران، و هو المنهج الذي يحطم أغلال الأوهام، و يدمر أرضية الانتظار، مطلقا طاقات الفرد و قدراته، و بالتالي فإنه يعطي للسنن و الأسباب مشروعيتها الإسلامية.

و قد اعتمد البحث المنهج التحليلي الوصفي، إذ يقوم بجمع المفاهيم المكونة لمنظومة القدر، واصفا المنهج القرآني الكلي في التعامل معها، مع تحليل النصوص في ضوء منهج التدبر القرآني.