التكون الشكلي و التلائم البيئي للمنزل البرجي التقليدي في مدينة شبام حضر موت

الملخص AR

يتمتع الوطن العربي بمبانٍ سكنية ذات طابع معماري تقليدي تمثل لمحات من تاريخ المنطقة المتواجد فيها و يعبر عن أساليب البناء و طرق المعيشة، و عن ثقافة سكان المنطقة و مدى تفاعلهم مع مجريات تطور المجتمع و تقدمه المعماري و الحضاري.

لقد أجريت كثيراً من الدراسات و البحوث لمعرفة الأسس و الوسائل المستخدمة في توفير الجو الطبيعي للساكنين في المباني التقليدية في الوطن العربي، و تبين أن مباني كثيرة ذات أشكال هندسية مختلفة تتلاءم مع ظروف موقعها الجغرافي و منها ظاهرة المنزل البرجي التقليدي في مدينة شبام حضر موت الذي أظهر مثالاً رائعاً لتفاعل الإنسان الإيجابي مع البيئة بكل إبداع و كفاءة مؤكداً فهم الحضارة لوظيفة العمارة النفعية و الرمزية في آن واحد، و تتسم ظاهرة بناء المنزل البرجي التقليدي في مدينة شبام حضر موت بالغموض و التعقيد بسبب صعوبة تفسير تكون هذه الظاهرة الفردية التي يصل ارتفاعها إلى 40م و يتجاوز تاريخ إنشائها مئات السنين.

و يعد هذا البحث محاولة لتفسيرها، و ذلك من خلال عرض مجموعة من العوامل التي أسهمت بشكل أساسي في عملية التكون الشكلي لظاهرة المنزل البرجي، و منها العوامل الطبيعية التي تتمثل في طوبوغرافية الأرض و العلاقات الطوبولوجية التي تنشأ بين المنزل و الموقع و ما يتركه من أثر في شخصية الإنسان أما العوامل الثقافية فهي تعبر عن الطابع النمطي لوجدان الحضارة و تشمل العوامل الاجتماعية كبنية نمط العائلة الذي يؤثر في شكل المنزل بما فيها المؤثر الديني المتمثل في الديانات اليمنية القديمة التي تعد أهم العوامل التي أسهمت في عملية التكون الشكلي فضلاً عن العوامل (السياسية، الميثالوجية، التكنولوجية، و الجمالية) و هذه العوامل هي المسؤولة عن عملية التكون الشكلي لظاهرة المنزل البرجي التقليدي في مدينة شبام حضر موت، و الذي أصبح يمثل بشكل طبيعي شكلاً مستداماً نظراً لتوافقه الكبير بين التحسينات في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و بين تأمين المتطلبات الطبيعية على المدى البعيد ...