دور الفرد في النظام الاقتصادي الإسلامي

الملخص AR

يعد الاهتمام بالنظام الإسلامي مسألة ضرورية في معركة التحدي الحضاري للأمة الإسلامية التي نعيشها اليوم، و المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تجتاجها، و التي يحتل فيها الإنسان الدور الأساسي في البناء و الإصلاح، لذا فان نظرية الإسلام الاجتماعية تهدف إلى بناء مجتمعا فكريا خلقيا يستند إلى مبدأ و غاية و عقيدة، فمن أمن بالله تعالى إلها مالك السموات و الأرض، و من أقر برسالات الأنبياء و التي ختمت بالرسول الأعظم (ص) و ما جاءت به من منهج شاملا للحياة، و بينت للإنسان الطريق الواضح سبيلا الخير و الصلاح، كل ذلك يكون ممهدا لتفعيل دور الفرد في بناء مؤسسات المجتمع، و الحد من أتساع المشكلة الاقتصادية التي تجتاح البلاد الإسلامية على وجه الخصوص، تلك المشكلة التي وصفها النظام الاقتصادي الإسلامي بأنها : قبل كل شيء مشكلة الإنسان، و حلها بواسطة الإنسان أيضا، إذ جاء في قوله تعالى (الله الذي خلق السموات و الأرض و أنزل من السماء ماءا.

فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، و سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، و سخر لكم الأنهار و سخر لكم الشمس و القمر دائبين، و سخر لكم الليل و النهار، و آتاكم من كل ما سألتموه، و إن تعدوا نعمة الله لاتحصوها، إن الإنسان لظلوم كفار) (1).

و على هذا الأساس تتضح واجبات الإنسان و مسؤوليته و هي المحافظة على ديمومة هذه النعم، و عدم الوقوع في المفاسد، و الحرص على تحقيق التوازن الاجتماعي، إن المسلم الحقيقي هو الذي يعمل بواجباته الفردية و واجباته الاجتماعية في نفس الوقت، لا أن يهتم بتنفيذ واجباته الفردية و يترك مسؤولياتة الاجتماعية.