مظاهر التدرج في التشريع الإسلامي : دراسة وصفية تحليلية

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين, و الصلاة و السلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) المبعوث رحمة العالمين, الذي بعثه الله في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزككيهم و يعلمهم الكتابة و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

أما بعد : فهذه دراسة تدور محاورها حول مظاهر التدرج في التشريع الإسلامي, و قد اعتمدت في إعدادها من بعد الله تعالى على القرآن الكريم و أمهات كتب التفسير و الحديث و السيرة و الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي و غيرها من الكتب الحديثة.

فهو رحمة و هداية للناس كافة, لأن الشارع هو الله رب الناس, و هم جميعا عباده, فهو أعلم بأحوالهم, فشرع لهم من الحكام و التكاليف ما يتناسب مع أحوالهم و مقدراتهم.

الهدف من هذه الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على مظاهرالتدرج في التشريع الإسلامي, و التي تمثلت أولا في نزول القرآن الكريم مفرقا على حسب الأحداث و المناسبات و لم ينزل جملة واحدة, قال تعالى (و قرانا فرفناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا) ثم ترتب على ذلك نزول الأحكام و التكاليف الشرعية متدرجة مراعاة لأحوال المكلفين.

هذا و قد كشف البحث عن المقاصد الأساسية للتشريع الإسلامي حيث جاء متدرجا و متناغما مع أجواء الناس و ملبيا لحاجاتهم, و تميز بالمرونة و التخفيف والتيسير, فرفع الحرج عن المكلفين, و عمل على جلب المصالح لهم و درء المفاسد عنهم.

و قد اشتملت الدراسة على مبحثين فكان المبحث الأول في الملامح العامة لمنهج التشريع في التدرج, و تضمن المبحث الثاني نماذج في تدرج التشريع في تحريم الخمر و الربا و الرق, هذا بالإضافة إلى الخاتمة التي ضمنتها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة, فخرجت الدراسة, في تدرج منطقي متسلسل.