رؤى شرعية في الدراسات المستقبلية

الملخص AR

لم تغط الدراسات المستقبلية في العالم الإسلام الاهتمام الذي تستحقه، و لم ينظر إليها كقاعدة للتقدم و الإصلاح ؛ نتيجة لما أصيبت به في هذا العصر من عدم تبنيها مشروعاً واضحاً لإصلاح عام، ينهض بها على كافة الأصعدة يتفق مع راؤها، و هذا نابع من ضعف التخطيط، و قلة الاهتمام به.

كما لم تحظ الدراسات المستقبلية بدراسة و تحولها مع الوقت من مجرد فرض و اجتهادات فكرية إلى جهود علمية منظمة.

و لقد تنوعت مصادر التعرف على المستقل و استكشافه إلى أنواع و طرق متعددة، بعضها غير صحيح كالاعتماد على الكتب السابقة، و النجوم و سيرها و الكتب القديمة، و حساب الجمل، أو الرؤى و المنامات، و طريق آخر هو الطريق المقطوع بصحته، وهو كتاب الله تعالى، و سنة رسوله صلى الله علية و سلم.

و لا شك أن الإسلام أولى المستقبل عناية بارزة، فالمسلم ينظر جزءاً مستقبلياً و عده الله به، و جعل الإيمان به ركناً من أركان الإيمان، و القرآن الكريم مليء بالدعوة إلى التفكر في الأرض و السماء و الأحياء و الاعتبار بالسنن الكونية لمعرفة المستقبل, و الظاهر أن حكم هذه الدراسات في عصرنا هذا أنها فرض كفاية ؛ لذا يجب على الأمة بمجموعها إعداد دراسات مستقبلية، توجه القوى الفاعلة فيها لما يجب عليها، و بذل جهدها في إعداد الكوادر القادرة على ذلك.

و متى توفرت الإرادة الجازمة و النية الحسنة فإن الأمة يمكنها أن تتدرج في الوصول إلى مستقبلها المرغوب، مهما كان بينها و بينه، مستعينة بدراسات مستقبلية مصوغة صياغة إسلامية، و منضبطة بضوابط شرعية.