المقاومة الفلسطينية : مراحل التطور و آفاق المستقبل

الملخص AR

وقع الشعب الفلسطيني ضحية فكرة عنصرية صهيونية تسعى لاغتصاب أرضية عبر مزاعم توراتية، و ضحية مؤامرة دولية تستهدف قسمة المنطقة العربية، و إخضاعها عبر التفتيت و التلويح بالعصا الإسرائيلية الغليظة، و إدامة الذرائع للتدخل في شؤون المنطقة.

و الشعب الفلسطيني ليس وحده المعني بهذا الصراع و مواجهة المشروع الصهيوني، الذي ليس سوى رأس حربة للمشروع الغربي الذي يستهدف المنطقة العربية الإسلامية.

و لذا فإن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، و هي الرد المناسب على جريمة الاحتلال، الذي يسلم بأي من الحقوق الفلسطينية إلا مكرها، و بدايات المقاومة الفلسطينية قديمة منذ وجد الاحتلال ،و ليس كما يزعم بعض السياسيين حينما يؤرخون لبداياتها بعد هذا التاريخ بعقود، تبعا لهوى سياسي ساد في حقبة معينة.

لم تنشأ المقاومة الفلسطينية من فراغ، و إنما هي بالأساس رد فعل طبيعي و شرعي على جريمة الاحتلال، و تأخذ مشروعيتها و حقها في الاستمرار من استمرار جريمة الاحتلال ذاتها، و هي بالإضافة لذلك حق مشروع تكلفه الشرائع السماوية ؛ تماما مثلما يكلفها القانون الدولي و المواثيق الإنسانية.

ظلت المقاومة الفلسطينية أو بالتعبير الدارج فلسطينيا ((الكفاح المسلح)) طريقا وحيدا لاسترداد الأرض و الحقوق، و مما لا شك فيه أنها حققت كسبا كبيرا من خلال انخراطها في الانتفاضة الأولى و الثانية على صعيد إعادة تأهيل بينتها و تطوير إمكانياتها، أو تعزيز شرعيتها بين الجمهور، و من خلال نسيج شبكة من العلاقات الداخلية و الخارجية.

و المقاومة الفلسطينية ليست نبتا شيطانيا منبتا عن الأم، كما أنها ليست في ضيق من الوقت، و لا في حاجة لاعتساف الخطوات أو الانكسار أو إجراء مقايضات صغيرا، طالما أن مسار الفعل، محليا و إقليميا، يتحرك وفق نسق صاعد، و من الممكن-حسب رأي البعض- أن تلعب المقاومة الفلسطينية بصورة مباشرة أو غير مباشرة دورا مهما في تعزيز برنامج الاستقلال، و التحرر في المنطقة.