استخدام الأقليات في الصراع مع العالم الإسلامي

الملخص AR

تعتبر مشكلة الأقليات و التي ظهرت ي العالم الإسلامي مشكلة بها قدر هائل من التحريص الأجنبي، و هي لم تظهر إلا في إطار الصراع مع الغرب، و تحديدا بعد مرحلة الاحتلال و النفوذ الأجنبي.

يعد استخدام الأقليات جزءا من صراع شامل، نتج عن صدام موضوعي بين الحضارتين الإسلامية و الغربية، فالأولى تقوم على التوحيد، و العدل، و الحرية، و اللاعنصرية، و التسامح، قامت الأخرى "الوثنية ذات القشرة المسيحية" على الوثنية، و القهر، و الظلم، و الإكراه، و النهب، و التعددية، و من ثم كان الصدام الموضوعي حتميا.

فمع الاحتكاك بين الحضارة الإسلامية و أوروبا اكتشف الأوروبيون أن هناك منظومة فكرية و ثقافية إسلامية شديدة التماسك، و أن المواجهة المباشرة مع الحضارة الإسلامية ستؤدي إلى هزيمة أوروبية، فلا بد من اكتشاف وسائل لإضعاف القلعة الإسلامية من داخلها، فقرروا إنشاء جيش من "المستشرقين" للبحث في وسائل إضعافها من الداخل فكريا، و ثقافيا، عن طريق الأقليات الدينية ثم العرقية، و تطورت تلك الوسائل بعد ذلك، إلا أنها ظلت في النهاية فكرة قديمة جديدة تقليدية مستحدثة.

أصبحت الأقليات وسيلة من وسائل التدخل في الشئون الداخلية لدول، و هذا يعتبر جزءا من الدور الاستعماري الذي تقوم به المؤسسات التنصيرية ؛ حيث إنها تعتبر ذلك جزءا من عملها لقيام إمراطورية نصرانية تسيطر على العالم.

ورثت الولاية المتحدة النفوذ لاستعماري البريطاني و الفرنسي و الأوروبي عموما في منطقة الشرق الأوسط و العالم الإسلامي، و بصعود ما يسمى بالخطر الإسلامي-على حد ولهم-أصبح من الطبيعي محاولة تكثيف الاختراق الأمريكي للإسلام و المجتمع الإسلامي من داخله، و من ثم استخدام الأقليات في تلك المسألة، استخداما طالما كان جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية فيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و حتى الآن.

إن سياسة تفكيك المنطقة عبر إثارة الفتن الطائفية هي سياسة غربية ثابتة، و التباكي على حقوق المسيحين العرب، وراءه أهداف سياسية باتت تقليدية و مكشوفة.

و أخيرا إن السياسة الصحيحة لحل مشاكل الأقليات، أو التقليل من آثارها السلبية، و تكون بالعودة الصحيحة إلى المرجعية الإسلامية، و إعلاء قيمة الانتماء الحضاري الإسلامي، و الانخراط في مشروع وطني عربي إسلامي لمقاومة الاحتلال الأجنبي الصهيوني و الأمريكي.