دور العلماء في قيادة الأمة

الملخص AR

للعلماء دور عظيم في قيادة الأمة، ينبع من علمهم المقترن بالعمل، فهم "ورثة الأنبياء"، يرثونهم في العلم و العمل، يقتدون بهم في السر و العلن، يلتزمون منهجهم في الغضب و الرضا، فيدعون من ضل إلى الهدى، و يصبرون منهم على الأذى، و يبصرون بنور الله تعالى أهلل العمى.

و بقدر أهمية العلماء الربانيين و حاجة الأمة إليهم يتبين حقا خطر غياب دورهم أو تغييبه، فإن الثغر التي هم عليها لا يسدها غيرهم، فعليهم أن يتقدموا لد هذه الثغرة، و أن يتولون زمام المبادرة بأنفسهم، و أن يكونوا قريبين من الناس قبل الفتن في أثنائها، و أن لا ينتظروا أنتأتيهم الفرص و هم قاعدون.

إن العلماء متى تأخروا تقدم غيرهم ممن ليس أهلا لسد مكانهم، و لابد للناس من قادة يرشدونهم و يوجدونهم "حتى إذا لم يجدج الناس عالما اتخذوا رؤوسا جهالا فسألوهم فأفتوهم بغير علة فضلو و أضلو".

و على العلماء أن يحذروا من تغيب دورهم بأنفسهم، و قد يقع ذلك من حيث يظن العالم أن هذا هو مقتضى الثبات و عدن التأثر بالواقع، بينما هو حقيقته نوع من الانغلاق و الانكفاء على الذات، فالمراد من العالم أن يقوم بما يستطيع، و هو معذور فيما لا يحسن، فإن قدر يكون المرجو منه شمولية الأهداف و المشاريع، و إصلاح واقع الأمة بكل مجالات ذلك الواقع و اتجاهاته.

و يظل المطلوب من العلماء كثيرا ، و المهمة الملقاة على عاتقهم عظيمة، و لا بد أن توجيهاتهم تكون مقوما لما أعوج من حال الأمة، ململما لما تبعثر منها، موجها لهات إلى حيث تعظم الحاجة، و على الشباب و الدعاة عدم إغفال رأي أهل العلم، و الحرص على استنباط الصواب بمشورتهم، و لعل مما يتوجب على أهل العلم أن يتعدى دورهم حال النوازل أكثر من مجرد إصدار بيان-على أهمية البيان للأمة- إلى اقتراح المشاريع، و مراقبة خط سير الأمة المنهج الأقوم، حتى لا تدفع النوازل الطارئة إلى خروج عن الصراط المستقيم، فضلا عن الاستعداد لكل منافق قد يطل بقرنه أثناء النازلة.