المحاولات الألمانية لاستغلال جزر فرسان - في جنوب البحر الأحمر - في ضوء وثائق الأرشيف العثمان : 1318-1320هـ 1900-1902م

الملخص AR

بعد تزايد منافسة الدول الأوربية على الأراضي العثمانية، و محاولات تلك الدول الجادة في اقتطاع أجزاء من جسمها، سواء بالاحتلال العسكري أو التحايل من خلال ما سميت بالاتفاقات الثنائية، عمل العثمانيون على الحفاظ على ما بقيت في أيديهم من أراض، لعل جزر فرسان تشكل مثالا لتلك المنافسة.

و قد تحاشت الدولة العثمانية طيلة عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1293-1327هـ / 1876-1909م الدخول في حروب مع تلك الدول الاستعمارية، و ذلك بحنكته السياسية و تفضيله الأسلوب الدبلوماسي على الأساليب الأخرى في التعامل مع الآخرين.

و تبرز أهمية الموضوع من أهمية جزر فرسان الاستراتيجية في جنوب البحر الأحمر، و كون الدولة الراغبة في استغلالها دولة صديقة للدولة العثمانية؛ بل حليفة لها في تلك الفترة.

و لذلك فقد كان موقف الدولة العثمانية حرجًا أمام هذا الحليف الاستراتيجي الذي لم يتحرج من استغلال ما كان بينها وبين الدولة العثمانية من صداقة، و أراد أن يضعها أمام أمر الواقع من خلال استخدام الجزيرة بالمراوغة والتحايل، وإقناعها بأنها تريد فقط بناء مستودعات الفحم الحجري ؛ لسفنها الحربية المتوجهة إلى جنوب شرق آسيا.

فكانت تتوقع من العثمانيين الموافقة على طلبها.

في الوقت الذي تبين فيه العكس : أن العثمانيين لم يسمحوا لها باحتلال هذه الجزر ؛ نظرا لأهميتها الاستراتيجية و معرفتهم التامة بأن قوات دولة أجنبية ما إن حلت في فرسان فلن تخرج منها إلا بصعوبة.