التلقي و التواصل في النقد العربي القديم

الملخص AR

لقد ترك النقد القديم وقفات حسنة تبين العلاقة الواضحة بين الناقد و النص والمتلقي، و إذا كان لهم العذر في نظرتهم الجزئية، و تعميمهم، فلهم الفضل في بيان جماليات النص المرتبطة بحال المتلقي و لغته، و كان التفكير بالمتلقي يواكب عملية الإبداع لأن النص عبارة عن مداولة بين الإرسال و التلقي.

و لعل البلاغة العربية في مطلبها مطابقة الحال تعلى من شأن الأسلوب المؤثر في نفسية المتلقي فيأس إليه يذعن و يستسلم، و من هنا كان تعليل النقاد و البلاغيين لكثير من المصطلحات ينبع من وقوفهم عند علاقة المتلقي بالكلام، و أصبحت النظرة الجمالية للنص قائمة على طبيعة العلاقات التي تتفاعل معا و تتخذ لتعلب دورا في الشعر على مستوى المبدع والمتلقي، و هذا الموقف لا يختلف كثيرا عما طرحه كل من (ياوس وإيزر) حين تحدثا عن حياة النص من خلال القارئ، و تصوره للنص و تفاعله معه، فالإبداع يعني المتعة التي تنجم عن استخدام المرء لقدراته الإبداعية الخاصة، و يعتمد في بنائه على المتلقي و تفاعله مع النص، وساهم التنعيم على أن تكون لغتنا لغة شاعرة، و يزداد فيها الحس الموسيقي إذا تلونت الأبيات ببعض الجناس، و الترصيع، و التصريع الذي كان مثار شغف الناقد.