أوضاع الجزائر الاجتماعية و الاقتصادية خلال القرنين 16 و 17 م

الملخص AR

بعد ما كان المغرب الأوسط (الجزائر) خلال ثمانية قرون من الزمن نقطة تقاطع الطرق التجارية العالمية، حيث كان يربط أوروبا بالشرق الأوسط و السودان الغربي، بدأ مع نهاية القرن الرابع عشر الميلادي و بعد اكتشاف طرق تجارية جديدة (طريق الأطلس و أفريقيا الوسطى) يفقد أهميته الاقتصادية، إن هذه الوضعية جعلت المجتمع الجزائري يعيش في فوضى و في جو سياسي غير مستقر، و قد استغلت إسبانيا هذا الوضع و استولت في وقت قصير (1505 – 1510 م) على أغلبية المدن الساحلية الجزائرية، و لمواجهة الإحتلال الإسباني استنجد أهالي الجزائر بالأخوة عروج الذين تمكنوا من استرجاع المدن المحتلة، و صارت الجزائر ابتداءا من سنة 1519 م أيالة تابعة للإمبراطوية العثمانية.

لقد كان المجتمع الجزائري خلال القرنين 16 و 17 م يتكون من عدة أجناس مختلفة، فإلى جانب الأتراك و اليهود و المسيحيين نجد الأهالي المنتمين إلى عناصر مختلفة (الأندلسين و القبائل و المزابيون ....

و غيرهم)، لقد كانت حالة المجتمع الصحية و النفسية و المعيشية تتدهور باستمرار بسبب تلك الكوارثالطبيعية التي ضربت المنطقة عدة مرات مثل الزلازل و المجاعات و الجفاف و الأوبئة.

تعتمد الحكومة الجزائرية في نظامها المالي خلال هذه الفترة على القرصنة و مختلف الضرائب التي كانت تفرض على الشعب.

كانت الأرض غالبا ذات ملكية خاصة في ظل السياسة التي كانت تنتهجها الحكومة حيث كانت تباع معظم الأراضي المصادرة في الأسواق العامة بواسطة الباي.

لقد ازدهرت الصناعة نوعا ما خلال هذه الفترة بفضل الأندلسيين في معظم المدن الكبرى حيث انتشرت الصناعات التقليدية و كثرت الورشات الصناعية.