دراسة لتجربة البناء بالطين في قطاع غزة

الملخص AR

ظهر في الآونة الأخيرة في قطاع غزة توجه يدعو إلى إعادة استخدام الطين في البناء كأسلوب بديل لتوفير مساكن و مباني خدماتية، في ظل عدم توفر مواد البناء الحديثة نتيجة الحصار الذي يعاني منه القطاع منذ عدة سنوات.

و قد تبنى هذا التوجه قطاعات مختلفة من المجتمع شملت بعض الأفراد و المؤسسات الحكومية و الخاصة، و التي قامت بالفعل بإنشاء بعض المباني السكنية و العامة من الطين.

و رغم أن استخدام الطين في البناء في القطاع ليس حديثا، إذ أنه كان شائعا حتى منتصف القرن العشرين، إلا أن العودة لاستخدامه مرة أخرى لم يكن مخططاً له، و إنما فرضته ظروف الحصار، و من ثم الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع مطلع 2009 م و التي أدت إلى تدمير آلاف المباني و الوحدات السكنية.

و قد كان لهذه التجربة بعض الجوانب الإيجابية التي شجعت البعض على الاستمرار بها، إلى جانب بعض النتائج الأخرى السلبية التي تعيق تعميمها على نطلق واسع، و هو ما أدى إلى تباين الرؤى بشأن فعالية مباني الطين في حل أزمة توفير مباني للسكان في ظل الحصار.

و بعد مرور حوالي عام على البدء باستخدام الطين في البناء يأتي هذا البحث لدراسة التجربة و تقييمها لمعرفة مدى ملائمتها لحل مشكلة نقص مواد البناء في القطاع، و بالتالي توفير مباني للسكان.

و قد تم ذلك من خلال أولا تسليط الضوء على الظروف و الحاجة التي دعت البعض لهذا التوجه، و من ثم دراسة و تحليل ثلاث نماذج من المباني الطينية التي بُنيت في القطاع، و التي تمثل التوجهات المختلفة لاستخدام الطين في البناء.

و تخلص الدراسة إلى أن للبناء بالطين مميزات كثيرة، إلا أن له أيضا بعض السلبيات التي تحد من استخدامه على نطاق واسع، و بالتالي لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل كمادة بناء تحل محل المواد الأخرى، و خاصة الاسمنت.