آراء الجغرافيين العرب حول مفهوم علم الجغرافيا و مستقبله

الملخص AR

إن التقويم الموضوعي و المتابعة الواعية أمران ضروريان لكل علم من العلوم.

و قد كان لقاء الجغرافيين في ملتقاهم الثالث في الرياض في عام 2003م فرصة سانحة لرصد أرائهم، و التعرف إلى وجهات نظرهم حول وضع علم الجغرافيا، و مستقبله، و إسهامه في حل قضايا المجتمع، خاصة أن الدراسات من هذا النوع قليلة، إن لم تكن نادرة.

و بذلك اعتمدت الدراسة على البيانات التي وفرتها استبانه وزعت على عدد من الجغرافيين يصل عددهم إلى 144 جغرافيا و جغرافية.

و توصلت الدراسة إلى نتائج مثيرة جدا.

فمن أبرز نتائجها أن نصف الجغرافيين راضون عن الوضع الحالي لعلم الجغرافيا.

و بالرغم من أن هناك اختلافا كبيرا و مقلقا بين الجغرافيين في تعرفيهم لعلم الجغرافيا، إلا أنهم يجتمعون على أنه "علم المكان" ؛ إذ تكررت كلمة "المكان" في معظم التعريفات التي أشار إليها الجغرافيون المستطلعة أرائهم.

و من جهة أخرى، يعتقد الجغرافيون أن هناك بعض التخصصات الدقيقة مرشحة للتلاشي و الانكماش، مثل : "الجغرافيا الإقليمية"، و "الجغرافيا التاريخية"، و "الفكر / و التراث الجغرافي"، و "الكشوف الجغرافية" و "جغرافية الأجناس البشرية"، في حين أن هناك تخصصات جغرافية دقيقة مرشحة للازدهار و النمو، مثل : "نظم المعلومات الجغرافية" و "البيئة" و "السكان"، و "الجغرافيا التطبيقية"، و "الجغرافيا السياسية"، ثم "الخرائط".

و يرى أغلبهم عدم وجود احتمالية لفقدان الجغرافيا هويتها و ذوبانها في التخصصات الأخرى ذات العلاقة، إلا أن الدراسة تظهر بوادر أزمة هوية تعاني منها الجغرافيا.

و من جهة أخرى، يعتقد معظم الجغرافيين (77 %)، بعدم وجود مدرسة جغرافية عربية واضحة الأبعاد و المعالم.

و من المثير أن يرى عدد كبير من الجغرافيين المشاركين في الدراسة (79 %)، أن أغلب البحوث الجغرافية لا تتميز بالجدة و الأصالة و الإبداع! و يعززون ذلك إلى وجود معوقات كثيرة.

و في الختام، تمخضت الدراسة عن التوصيات عدة، من أبرزها : (1)، ضرورة بلورة اطر نظرية جغرافية لمفهوم "نظم المعلومات الجغرافية".

(2)، إجراء تقويم لمدى الاستفادة من الإنتاج العلمي الجغرافي من خلال رصد كثافة الاقتباس، و درجة الانتشار.

(3)، تشجيع الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية من اجل تعزيز التواصل مع الآخرين.

(4)، ضرورة الاستفادة من النظريات الجغرافية في التطبيقات العملية كنظرية الموقع و غيرها.

(5)، لا بد أن يركز الجغرافيون في بحوثهم على قضايا تهم المجتمع و تلامس المشكلات التي يواجهها.

(6)، تشكيل لجنة دائمة للقيام بإجراء متابعة أمينة، و تقويم هادف، بأسلوب موضوعي تسوده الصراحة، للاهتمامات العلمية و التغيرات النظرية و التطبيقية في مجال الجغرافيا من وقت لأخر.

(7)، الاستفادة من شبكة الانترنت لإبراز الإنتاج العلمي الجغرافي سواء البحوث أو الرسائل الجامعية من جهة، و للتعريف بأقسام الجغرافيا و ما لديها من إسهامات علمية و خرائط من جهة أخرى.