نقـد النثـر في السنـة النبـوية : قراءة تحليلية في إشكاليته و معاييره

الملخص AR

من ثوابت ديننا الحنيف أنه ليس بعد كلام الله تعالى أبلغ من كلام رسوله محمد e؛ إذ هو أحسن الخلق بيانًا و أفصحهم تفصيلاً و أشملهم تأصيلا، و أنه قد أوتي  جوامع الكلم و اختُصر له الكلام اختصارًا، بحيث كان يتكلم بالكلام القليل لفظُه الكثير معناه، مع كمال الوضوح و البيان.

و انطلاقًا من هذه المُسلَّمة دار بحثي هذا عن جانب رائع في الشخصية النبوية، و عن كنز ثمين من كنوز السنة النبوية، ندر مَنْ تحدث عنه و بحث فيه، و هو "نقد النثر".

فـ"نقد النثر" مصطلح نُسِيَ ـ أو أُنسيَ ــ في دراسة المادة النبوية الشريفة، المتعلقة به؛ فقد تقوقع معظم الباحثين في التراث النقدي النبوي الشريف الدائر حول الشعر فقط، تاركين النَّقَدات النثرية الكثيرة المتنوعة العميقة الرائعة ؛ إذ تَغَيَّيتُ في بحثي هذا، بيان معايير نقد النثر في المأثور النبوي الشريف و معالمه بيانًا يحاول تقديم عرض جديد لهذا النقد، برؤية خاصة، بلا تحرُّج أو تأثُّم أو تخوُّف، بل بكل مرونة مُتاحة، و برؤية وسَطية، صادرة عن حب لهذا المأثور، و إعجاب و تقدير لحقوله المعرفية العميقة، و رغبة في الإعلان عن جانب غير ظاهر في الشخصية النبوية الخالدة بسيرتها و سنتها.