علاقة الرسول محمد(صلى الله عليه و آله و سلم)‎ بالبيزنطين منذ البعثة حتى سرية مؤتة (8 هـ 629 م)‎

الملخص AR

يولي البحث اهتماما بسير الأحداث التاريخية للدعوة الإسلامية و لا سيما خلال عصر النبوة و يوجه هذا البحث الدراسة حول علاقة الرسوم الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم) بالروم و حلفائهم من عرب الشام و لا سيما في سنين الدعوة الأولى و الانتصارات التي حققها الإسلام على المشركين مما أثار أنظار القوى الخارجية إلى القوة الوليدة التي أصبح لها شأن و ذات مؤكدة و أصبحت واقعا لا يمكن إنكارها أو تجاهلها لذلك نجد أن عرب الشام حلفاء الروم حاولوا استخدام سلاح الحرب الاقتصادية ضد الإسلام و ذلك حينما تعرضوا لتجار الأنباط الذين كانوا يتاجرون مع المدينة و هم يحملون لهم سلع العيش الضرورية كالدقيق و الزيت و غير ذلك و قد رد الرسول الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم) بشن أول حملة إسلامية ضد بلاد الشام سنة (5 هــ) و هي الغزوة المعروفة بدومة الجندل و التي تعتبرها مصادرنا أولى غزوات الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) ضد الروم.

و قد اختلفت هذه المرحلة عن المراحل اللاحقة في أنها لم تكن فيها مواجهات مباشرة بين المسلمين و الروم بل كانت المواجهات بين المسلمين و عرب الشام من لخم و جذام و كلب.

و بناء عليه فإن دومة الجندل تلك كانت قد حققت ثمارها و آتت أكلها و حققت أهدافها التي رسمها لها الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) و قد حقق روابط التآخي بين المجتمع الإسلامي ذات البعد الاستراتيجي لدولة الإسلام.

و أخيرا فإن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) استمر اهتمامه بالقبائل الشمالية حتى بعد فتح مكة بل قبيل وفاته نجد أنه يجرد بعثا بقيادة أسامة بن زيد.