المجتمع المدني و الثقافة السياسية المحلية في الجزائر، بين الواقع و النظرية

الملخص AR

تدعونا الظاهرة الديمقراطية الحديثة إلى التأمل في التقاء السياسي في طبيعته الحديثة مع النظم التقليدية، و البحث في راهنية و تجدد ما هو تقليدي و استمرار ما هو تاريخي، خاصة في المجتمعات العربية المحلية، التي تعيش حالة من الانتقال و التغير فيها كثير من التناقضات و المواجهات بين ما هو تقليدي كلاسيكي (موروث )، و ما هو حديث عصري (مكتسب)، تطغى عليه تبعية سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية، حيث تعيش هذه المجتمعات المحلية "حالة عدم استقرار و نزوع دائم، أي في حالة صيرورة و تكون و جهاد".

سنحاول في هذه الورقة تحديد مفهوم المجتمع المدني و كذا واقع الثقافة السياسية المحلية في المجتمع الجزائري، على مدى مشاركة أفراد المجتمع و ممارستهم للعملية السياسية، و ما هي المعطيات و المحددات الأساسية التي يستغلونها في ذلك، و طبيعة العلاقات التي تجمعهم سواء كانت ناتجة عن تفاهم و تعاون و مؤازرة، أو كانت عبارة عن صراعات حزبية و قبلية أو قرابية، و دورها في تحديد العلاقات الاجتماعية و السياسية.

فمن المعلوم أن المجتمع يتكون من أفراد ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة، إما عن طريق الانتساب (التنظيم المهني، النقابة، رابطة الرفاق القدامى، الحزب السياسي، النادي الفني، الفريق الرياضي، الخ.)، أو عن طريق وضعية الفرد التلقائية داخل الجماعة التي ينتمي إليها (العائلة، ]القبيلة[، الوطن، الطبقة الاجتماعية، الخ.).

و يلعب الفرد في هذا الانتماء أو ذاك، دورا اجتماعيا معينا، تبعا للمهام الموكلة إليه، كما أنه يتكيف مع أنماط السلوك التي تعتبرها الجماعة ذات قيمة و أهمية، إنها قضية الالتزام بالجماعة.