التصوف و العرفان الصوفي : نظرات في أدوار التجاذب بين التصوف السني و التصوف الفلسفي

الملخص AR

التصوف في الإسلام بدأ عمليا غايته إنفاذ نصوص الوحي و الحرص على تطبيقها ظاهرا و باطنا بمعالجة النية و الإخلاص و تهذيب النفوس، ثم ظهرت آراء المتصوفة في المعرفة و العرفان و مناهجهم في الكشف و الإشراق، حتى جارى بعضهم الفلاسفة في محاولات لوضع تصورات للوجود و الألوهية، و تحكيم الذوق و العقل، و هذا المدخل الأخير هو الذي واجهه كثير من أئمة السنة بحسبانه انحرافا عن الدين و قاصده الشرع الحنيف، و أحسن الظن به آخرون و برروا له ما استطاعوا تبريره، و ردوا ما لا سبيل إلى قبوله.

و لما كان متعسرا تصنيف هذا الفكر الصوفي بتتبع المنابت و تنقية الشوائب و تصحيح الانحرافات، فقد جاءت هذه المحاولة التعريفية بالفكر الصوفي الإسلامي، في سبيل الوقوف على مدلات المصطلح، و تطوير المفهوم، و اختلاف المناهج، فالبحث لمحة تعريف بهذا المنهج التعبدي التربوي الذي ما يزال يشغل حيزا متناميا بين مدارس الفكر الإسلامي، مع بيان أنواعه، و مراحل تطوره، و مصادره، و مصطلحاته، و بعض الأعلام الذين يرمزون لمسيرته منذ عهد التابعين إلى المشايخ المؤسسين للطرق الصوفية.