الانحراف عن الثقافة في الجزائر : رؤية نظرية

الملخص AR

الجزائر قبل الغزو الفرنسي لها سنة 1830 جزءا لا يتجزأ من الوطن العربي، لغة و ثقافة و دينا، ورغبة في المحافظة على كيانها العربي الإسلامي، توالت المقامات النضالية المسلحة الواحدة تلو الأخرى بقيادة زعماء تاريخين أمثال الأمير عبد القادر و بو عمامة و غيرهما من الزعماء الآخرين.

إلا أن هذه المقامات انتهت بعد نصف قرن من اجتياح المستمر للبلاد، و بذلك شدد المستعمر قبضته على البلد و مواطنيه و اعتبر الجزائر امتدادا طبيعيا لفرنسا ما وراء البحر المتوسط، و انتهج المستعمر سياسة استعمارية قاسية لم تنج منها أي مؤسسة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية.

و قد لعبت هذه السياسة دورا خطيرا في زعزعة ثوابت الهوية الجزائرية الثقافية و الدينية و اللغوية على وجه الخصوص، و أسفرت هذه الممارسات عن انحراف عن الثقافة و اللغة بعد الاستقلال سنة 1962، الأمر الذي أدى إلى ظهور صراعات ثقافية و لغوية و أيدولوجية ساهمت بقسطها الوافر في خلخلة الاستقرار الاجتماعي و السياسي في جزائر اليوم، و تحاول هذه المقالة تحليل الأثر الذي تركته الممارسات الاستعمارية في نفوس الجزائرين و من ثم انحرفوا ثقافيا و لغويا.