الضغوط الحياتية لدى معلمي مرحلة الأساس و علاقته بالتعليم بولاية الخرطوم

الملخص AR

تناقش هذه الدراسة الضغوط الحياتية لدى معلمي مرحلة الأساس بولاية الخرطوم و أثرها على العملية التعليمية، حيث تعتبر مهنة التعليم من المهن الفنية المعقدة و التي تزخر بالعديد من الأعباء و المطالب و المسؤوليات، خاصة في ظل تزايد التعقيدات الحياتية، و التحولات في النظرة للمعلم حيث لم تعد المجتمعات تنظر إليه كشخص حائز على المعرفة فحسب بل ينبغي فيه أن يكون مهندسا اجتماعيا يقوم بأدوار متداخلة تجاه طلابه و تلاميذه و يسهم في إعادة تشكيلهم و يساعد كل تلميذ على أن ينمو و يتفهم ذاته و مجتمعة، و هذه المهام بلا شك تفرض كثيرا من الضغوط على المعلم، و تستلزم درجة عالية من التوافق المهني، و نوعا معينا من الخصائص الانفعالية و الدوافع التي تعين المعلمين على أداء رسالتهم.

تنبع أهمية هذه الدراسة من خلال تركيزها على معلمي مرحلة الأساس و هي مرحلة مفصلية في العملية التعليمية و التربوية لما لها من تأثير في المسارات المستقبلية للتلاميذ، الأمر الذي يتطلب تحسين بيئة المعلم فيها حتى يؤدي دورة و هو يشعر بالرضا و السعادة و يتحمل مسئولية مهنته بعيدا عن ضغوط الحياة.

هدفت الدراسة للتعرف إلى سمات الضغوط الحياتية التي يتعرض لها معلمو مرحلة الأساس بولاية الخرطوم و الفروق في هذه الضغوط وفقا لمتغير النوع و العمر و المستوى التعليمي.

و تناولت الدراسة أهم المفاهيم و النظريات التي عرفت عرفت الضغوط الحياتية مصادرها و مراحلها و أنواعها و أهم مسبباتها و استراتيجيات التخلص منها، كما وضحت الدراسة الفروق بين الجنسين في القابلية للتعرض للضغوط.

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي للبحث في المتغيرات، و طبقت فروضها على مجتمع البحث المكون مت معلمي الأساس بولاية الخرطوم باستخدام مقياس للضغوط الحياتية من إعداد الباحثين.

و توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج تمثلت في انخفاض درجة الضغوط الحياتية لدى مجتمع الدراسة و عدم وجود علاقة ارتباطيه بين المستوى التعليمي أو العمر و درجة الضغوط الحياتية.

و أخيرا أوصت الدراسة ببحث الأسباب المؤدية إلى انخفاض الضغوط الحياتية لدى معلمي مرحلة الأساس بولاية الخرطوم لنقلها إلى بقية الولايات، كما توصي بزيادة الاهتمام بالمعلم و تحسين وضعه المعيشي و تنمية و تطوير البيئة التعليمية عموما بما يساعده على أداء رسالته و التي تعتبر من الرسائل الإنسانية السامية.