ملامح النظام القضائي و الأمني في عصر النبوة : دراسة تاريخية

الملخص AR

شكل النظام القضائي و الأمني ركنا صلبا في كل حضارة قامت و قومت بنيانها وفق أسس راسخة ؛ فالنظام القضائي و الأمني معيار أساس و مؤشر واضح على الحالة الحضارية و الرقي المدني لكل مجتمع، و هذا الذي بدا جليا في الحضارة الإسلامية لا سيما في عصرها الذهبي التأسيسي عصر النبوة، و هذا البحث جاء ليسلط الضوء على المنظومة القضائية و الأمنية لهذا العصر، و الكيفية التي أرسيت بها دعائم القضاء و الأمن، و كيف أعد النبي صلى الله عليه و سلم و مهد لهذه المؤسسة فوضع الأصول و خط الأسس و نصب الموازين التي كانت بحق مؤشر أداء لتنظيم و تخطيط عز نظيره في حينه، و بنيت على أصوله منظومة قضائية و أمنية إنسانية رسالية، ذات أفق عالمي و فكر بعيد المدى، البحث تناول بالدراسة ملامح النظام القضائي و الأمني في عصر النبوة و الكيفية التي بنى بها، و ما هي أبرز المفاهيم التي تم ترسيخها في هذه المرحلة، و كيف أثرت فيما يليها، و خلصت الدراسة إلى جملة حقائق تاريخية توضع التطور المرحلي البالغ الأهمية للمؤسسة القضائية و الأمنية في عصر الرسالة، و قد قامت الدراسة على جملة محاور و هي : الدستور (الصحيفة أو الوثيقة)، منصب القضاء، صفات القاضي، رواتب القضاة، النيابة في القضاء و العمل بالتحكيم، أصول القضاء، إقامة الحد و تنفيذ الأحكام، مكان السجن و الحبس، و صاحب الشرطة.

و قد انتهت الدراسة إلى نتائج أبرزها أن عصر النبوة هو عصر تأسيسي تم فيه بناء منظومة قضائية و أمنية و وضع أسس و معايير منظمة لعمل القضاء و الشرطة و انتهت الدراسة إلى جملة توصيات حيث أوصت الدراسة بعمل موسوعة تاريخية تعنى بجمع البحوث و الدراسات الخاصة بتاريخ المؤسسات القضائية و الشرطية لما لذلك من أثر في إبراز البعد الحضاري لهذه المؤسسات.