الإعلام الإسلامي و تربية النزاهة

الملخص AR

حالات التطور السريع التي شهدها العالم في السنوات القليلة الماضية في مختلف مجالات الحياة، منها وسائل الإعلام و الاتصال و الثورة التكنولوجية و الإلكترونية المتطورة، التي ساعدت في رفع كفاءة الكوادر العلمية و الهندسية و الصناعية و الاقتصادية و التربوية و الإدارية، لزيادة فاعلية و تأثير إنجاز الخطط التنموية و البرامج الاستثمارية، و التي شهد فيها العالم الثالث و منها (العراق) في ظل انحسار النمو و تراجع الاقتصاد الوطني نتيجة الأزمة المالية، إذ أسهمت الكوادر الإدارية و الاقتصادية الوطنية بدور مميز في مواجهة المشكلات و المعضلات التي تعانيها قطاعات الاستثمار الوطني و على وجه الخصوص الإنتاجية منها (الصناعية-الزراعية-التجارية) و إشاعة الوعي التنموي و التربوي الإيماني بين قطاعات العاملين و تعميق المساهمة في مسيرة التخطيط و التنمية.

تتطلب الخدمة الوطنية رفع مستوى قطاعات الأداء الإداري و الأمني و القانوني و التشريعي و التنفيذي و الصناعي و الخدمي في كافة دوائر الدولة، لا سيما أصحاب القرارات و المسؤوليات العليا، و بقية الموارد البشرية و المادية لخدمة الوطن و أبنائه، و في مقدمتها الدوائر الاستثمارية و الإنتاجية التي يسهل فيها تحقيق الاغراءات المادية و المناصب الإدارية التي تؤدي إلى عمليات التزوير و السرقة التي تفقد اعتماد الالتزام بالنزاهة و الأمانة في أداء الواجب الوطني و الإيماني في إنجاح الخطط الاستثمارية و الخدمية التي ترفع من مكانته و سمعة شأن (العراق) عربيا و عالميا، بعد الاعتماد على الإصلاحات الإدارية و القانونية، ضمن السياقات التنظيمية العالمية.

إعادة النظر في إناطة المهام الإدارية و الوظيفية بالوزراء و المديرين العامين و الموظفين في دوائر الدولة الخدمية و الأمنية الحساسة، و حرصهم على إشاعة الالتزام في مكافحة الفساد و الرشوة و التخريب، و اعتماد أساليب النزاهة و الأمانة الإدارية و القانونية، مع اتخاذ التدابير المسبقة في تنفيذ القرارات و الأوامر الإدارية و القانونية في محاسبة المتلاعبين و المقصرين في أموال الدولة و القطاع الخاص، و التي تقضي على إشاعة الفساد وتحقيق أهداف النزاهة الإيمانية.

هذا و قد اتبعت الدراسة الحالية، هيكلا تنظيما متسلسلا للوصول إلى هدف هذه الرسالة و استنتاجاتها الأساسية، حيث شملت ثلاثة مباحث دراسية تتكامل في معلوماتها الأساسية و تحاليلها البحثية الميدانية، بعد أن وضع الإطار المنهجي العام للبحث، الذي تضمن معالجة المشكلة و الحاجة إليها ، و أهمية البحث و هدفه و أسلوبه.

فجاء المبحث الأول ليستعرض دور الإعلام التربوي الإسلامي في محاربة الرشوة و الخيانة في أموال الدولة و أموال الغير و الحفاظ على آداب الأمانة و النزاهة و الصدق، بينما ركز المبحث الثاني على أهمية نشر الإعلام الإسلامي و للتربية البيتية و الاجتماعية، و المبحث الثالث جهود الإعلام في الثقافة الشعبية، سواء من قبل أجهزة الإعلام في الثقافة الرسمية، أو من حضور دور العبادة و منظمات المجتمع المدني المنتشرة في القطر، مع وضع المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري.

خرج البحث بمجموعة من النتائج و الاستنتاجات و المقترحات، مع قائمة هوامش البحث.