دلالية القبة في أعمال الفنانة وداد مكي الأورفه لي

الملخص AR

لقد أرسى الفنان العراقي القديم، بلا ريب، الأسس الأولى للفنون فكانت و ما زالت أعماله مصدرا مهما للمدارس الفنية كافة منذ العصور التاريخية و ما قبلها، و داولتها الحضارات المتعاقبة في أرضه و خارجها حتى أصبح فن الرافدين يطبع كثيرا من خصائصه و سماته على تلك الحضارات.

و عندما بزغ نور الإسلام السرمدي و بدد الظلم و الظلام ولد من رحم هذا الشعاع فن له خصائص و سمات تميزت به و تميز بها.

و حين انتدبت رقعة الإسلام اتسمت فنونه كذلك بانتشار عمارها الجديدة التي اتسمت بالوحدة في التنوع، أو تنوع الحدة، على وجه الدقة، و كان من ابرز عناصر الفن العربي الإسلامي القباب و المآذن و الأقواس و الزخارف بأنواعها.

لقد عد الطراز الأموي، بلا مراء، أول مدارس للفن الإسلامي، ثم نضجت بعد ذلك في هذا الوادي، الخصب بأرضه و إنسانيته، خطوطا لمدرسة تصويرية في العصر العباسي حملت بين طياتها الأسس الأصيلة الموروثة لفن بات مصدر إشعاع ليس للأقاليم التي تحده فحسب، و غنما للإنسانية جمعاء، كما يبدو من خلال النور المشع الذي أضاء الطرق التي سلكتها تلك الإنسانية بشهادة التاريخ على مر العصور، و ما إن حل القرن العشرين حتى لاحت في الأفق بوادر الفن العراقي المعاصر.

ظهر في العراق الحديث فنانون معاصرون عدة استلهموا جل مواضيع أعمالهم من تاريخهم العريق، بعد إن صاغوها بأساليب تناسبت تناسبا طرديا و مسيرة التطور العالمي السريع و الواسع في كل مجالات الحياة، لا سيما التكنلوجيا الحديثة، فجسدوها بأعمال فنية تسمت باسمهم و ملت آثار تاريخهم المشرق عبر العصور، و ما الفنانة العراقية وداد الاورفة لي (موضوع هذه الدراسة)، غلا واحدة من هؤلاء الفنانين، هذه الفنانة التي ترجمت أحاسيسها المرهفة بصدق و إذابتها في أعمال رائعة، يمكن أن يقال عنها أنها، تميزت بأسلوب فريد قيما نجده عند غيرها من الفنانين.

تضمنت هذه الدراسة أربعة فصول : احتوى الفصل الأول (الإطار المنهجي)، على أهمية البحث و الحاجة إليه، و أهداف البحث و حدودهن و تحديد أهم المصطلحات التي وردت في عنوان هذه الدراسة.

أما الفصل الثاني (الإطار النظري)، فتناول مبحثين تطرق المبحث الأول إلى الجذور التاريخية للفن العراقي المعاصر.

أما المبحث الثاني فتناول دراسة أعمال الفنانة وداد مكي الأورفة لي. و تضمن الفصل الثالث إجراءات البحث و تحليل أهم العينات الخاصة بأعمال الفنانة العراقية وداد مكي الأورفة لي. و تناول الفصل الرابع النتائج و الاستنتاجات، و من ثم أهم المصادر و المراجع التي وردت في هذه الدراسة.