الموقف الفرنسي من الحرب الإيطالية-الحبشية 1935-1936

الملخص AR

تعد الحرب الإيطالية-الحبشية من بين أهم التطورات الدولية الخطيرة التي زعزعت و بصورة ملموسة مكانة عصبة الأمم بتحدي ايطاليا قراراتها و عدم الاستجابة لها، و كانت أقوى أداة لتحطيم عصبة الأمم بعد ان فشلت العقوبات التي فرضتها على ايطاليا، و لم يعد العالم بعد عام 1936 يعتبر العصبة أداة للسلام، فقد كانت نهاية العصبة عام 1935 و ليست عام 1939 أو 1945.

تضمن البحث دراسة للموقف الفرنسي إزاء المسألة الايطالية و الذي تلون بلون الصراع بين أحزاب اليمين الفرنسي التي كانت مؤيده لايطاليا و أحزاب اليسار التي كانت ترى أنه يجب تدخل العصبة و استنكار العدوان.

كان للموقف الفرنسي من هذه الحرب تأثيرا مباشرا و سريعا في تطورات الأحداث الدولية لما بعد عام 1936، فقد استوحت ألمانيا الموقف الفرنسي المائع بشكل كبير و عزمت على استغلاله لا سيما بعد انهيار جبهة ستريسا و قررت البدء في إعادة احتلال أرض الراين المنزوعة السلاح رغم عدم جاهزية الجيش الألماني لهذا العمل العسكري معتمدة على ضعف الموقف الفرنسي و بذلك تلاشت البقية الباقية من معاهدة فرساي و تبددت معاهدة لوكارنو، و كانت نهاية حقبة التفوق الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى.