الأصالة و المعاصرة في المسكن الريفي العراقي : دراسة في مساكن قضاء عنة الجديدة

الملخص AR

تعد تصاميم المساكن التقليدية في ريفنا العراقي مدرسة رائدة في تقديم نماذج و حلول تصميمية ناجحة، ذلك لأنها نابعة من بيئة مجتمعنا الريفي و المتمثلة بظروفه الطبيعية و عاداته و تقاليده.

تقوم فرضية البحث على اساس ان تصميم المسكن الريفي التقليدي قد تغير نتيجة لعوامل و ظروف متعددة أهمها التطورات الحضرية للمدن و الزاحفة باتجاه أقاليمها الريفية و التي غالبا ما تكون سريعة و عشوائية غير خاضعة للتخطيط المسبق، كما أن المسكن الريفي التقليدي قد قدم أساليب تحكم مناخي طبيعية و متجانسة مع البيئة تلك البيئة القاسية حيث ارتفاع درجات الحرارة و تباينها اليومي و إشعاع شمسي يصاحبه هواء جاف و رياح حارة محمولة بالأتربة، يقابل ذلك شتاء بارد تنخفض فيه درجات الحرارة مع تساقط الأمطار و ارتفاع نسبة الرطوبة، إضافة إلى تجانسه مع البيئة الاجتماعية من حيث اعتماده الأسس الروحية العقائدية و الأعراف و العادات السائدة.

تكمن مشكلة البحث في أن هذا التغير قد أدى إلى فقدان الهوية المميزة، و تشويه المظهر العام للنسيج الريفي ككل و ظهور التنافر و الناقض فيه.

يهدف البحث إلى بيان أن تصاميم المساكن الريفية التقليدية فيها من الافكار ما يمكن الاستلهام منها و تحويرها بشكل يخدم متطلبات العصر للتغلب على الكثير من المشاكل التي تواجه مجتمعنا الريفي.

علما أن هذا البحث لا يدعوا للعودة إلى الإطار التقليدي البحت.

و الابتعاد عن التطور الحضاري للإنسانية، و هو أيضا لا يدعو للانفصال عن كل ما هو تقليدي و قبول ما هو عصري بل دعوة إلى التواصل الحضاري بين الأصالة و المعاصرة في دعم خصوصيتنا المميزة.