دلالة الشاهد القرآني في نهج البلاغة

الملخص AR

امتاز نهج البلاغة بحضور النص القرآني و القدرة على اجتلاب الصور و تمثيل المعاني فهو يمتد مع الزمن بطاقة دلالية، إذ يعد نهج البلاغة في مضمونه نهجا للحياة كونه قائما على علاقة بين الذات الإلهية و الإنسان داخل هذا العالم.

و قد استطاع الإمام أن يربط بين تلك الخطب و الرسائل و الحكم و الصور القرآنية التي استشهد بها بما يناسب حاجة المجتمع و نفسية الفرد الذي يتعامل معه، فقد دأب على فك رموز تلك الأجزاء لعلمه أن خالقها واحد و انقياده إليه فحسب و ما كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي إلا صدى لما تعلمه الإمام من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، و عملنا بخمس خطب و مثلها حكم و رسائل استشهد فيها أمير المؤمنين بالآيات القرآنية دلت على عدة معاني منها ; أولا : ذم الدنيا و تشبيه حالها و حال طالبيها كونها فانية غير مستقرة على حال ثانيا : عدم معرفة الإنسان بعلم الغيب إذ لا يعلمه إلا الله. ثالثا : عن الاستغفار بابا للرحمة الإلهية و سببا لدرور الرزق و الاستغفار هنا يعنى التوبة و العمل بما يرضى الله.

رابعا : ركز على الفتنة و حذر المجتمع الإسلامي منها و حث البشرية على الإخلاص في نياتهم لله سبحانه.

خامسا : دلت الخطبة الأخيرة في هذا البحث على استقامة الإنسان و لزومه المنهج الصحيح غير المتحرف الذي يأمر الله تعالى به و إن الاستقامة هي طريق الجنة و بين موقفه هذا بوضوح في تلك الخطبة.

سادسا : ذكر الإمام في رسالة بعثها إلى معاوية ابن أبي سفيان أن أقرب الناس لإبراهيم هم المتعبون له المؤمنون برسالات السماء و الله ولي المؤمنين. سابعا : ذكر الإمام في حكمه أمان الأرض و استقرارها مرتبطا بصلاح الفرد و استغفاره و توبته لله تعالى و ما دامت البشرية تعمل بالصلاح خدمة لأهلها قربة لله سبحانه و تعالى لم تحرم من عطايا السماء في الدنيا و الآخرة فهم أئمة هذه الأرض و وارثيها.