Male protagonists in Alice Walker's the color purple : a voyage from oppression to maturity and reconciliation

الملخص AR

تركز رواية (اللون الأرجواني) 1983 للكاتبة أليس والكر و التي تدور أحداثها في ريف جورجيا على أهم المواضيع في مطلع القرن العشرين كذكورية المجتمع الأسود و اضطهاد المرأة ما جعل البعض يعتقد أن الكاتبة توجه خطابها ضد الرجال عامة و تعتبرهم سبب أساس للشر في العالم.

و لكن بنظرة فاحصة لمحتوى الرواية يظهر أن العكس هو الصحيح حيث الرجال السود هم ضحية لعادات و تقاليد مجتمعية خاطئة فضلا عن عوامل نفسية و اجتماعية أخرى تؤثر عليهم بشكل سلبي.

هذا البحث يهدف إلى تفحص أفعال و تصرفات أبطال الرواية الذكور و كشف إساءتهم لمن حولهم و خصصا النساء و ما ينتج عن ذلك من ألم و شتات، لكن في المقابل ثمة ثورة نسوية على الأذى كفلت بأحداث التغيير و حولت الذكور المسيئين إلى عناصر دعم إيجابية مساندة للمرأة و يحدث الوفاق المنتظر بعد طول عناء.

يناقش البحث محورا مهما أيضا أن الرجال لا يختلفون عمن سواهم في الخلق فهم يحملون صفتي الخير و الشر معا و تصطرع الصفتان و هذا شأن الحياة بشكل عام، و في النهاية و بتداخل عوامل عدة من ضمنها القرن العشرون في ردم الهوة بين أساسي الرجل و المرأة و يأتي بالمساواة بينهما.

الفصول الأولى للرواية تظهر أن رجالا مثل ألفونسو و ألبرت و هاربو يمثلون صنف الطغاة القاسين الذين يضطهدون نسائهم و بناتهم و يعيثون في الأرض فسادا.

فألفونسو يغتصب إبنة زوجته و التي هي بمقام إبنته و يحاول إعادة الكرة مع أختها الصغرى نيتي، و يستحوذ على بيت والدهما بعد وفاة والدتهم و يظل شريرا لا يرحم حتى موته.

أما ألبرت الذي تزوج سيلي لترعى أطفاله من أرملته التي ضاقت ذرعا من جبروته و بطشه و كان الموت رحمة لها من حياتها معه، فكان يتعامل مع سيلي بوحشية و قسوة تفوق تلك التي عاملها بها ألفونسو و حرمها من أبسط حقوقها ليس كإمرأة فحسب بل كإنسان.

عزلها ألبرت عن العالم لتبقى خادمة له و لعياله و يبدو في هذه الرواية أن القسوة و العنف تتوارث، فمثلما ورث ألبرت أخطائه و قسوته عن أبيه، ورث الشيء نفسه لإبنه هاربو الذي سار على خطى أبيه متجبرا ناشرا الأذى و الشر و ضحيتاه زوجته صوفيا و سيلي.

فكان نتاج الظلم أن تركت الإثنتان المنزل بحثا عن الحرية و الاستقلال في مكان آخر.

و حين فقد ألبرت زوجته سيلي و حبيبته شك و فقد هاربو زوجته صوفيا، أحسا بأخطائهما و حجم الألم الذي سبباه لأقرب الناس إليهما و كل من حولهما، فكان الفراق مدعاة لمراجعة النفس و التأمل و اتخاذ قرار التغيير الذي بان تجليا في تحولهما لشخصيتين ناضجتين إيجابيتين تجاه الجميع.

فكان التغيير سببا في عودة صوفيا لهاربو و كذلك التصالح و الوفاق بين سيلي و ألبرت.

وفي النهاية تخرج الرواية بتصور أساس مفاده أن الإنسان يختزل الخير و الشر في نفسه في صراع لا نهاية له، و حيث ما ترجح إحدى الصفتين على الأخرى يكون الصفاء أو الكدر.

فعندما طغى جانب الشر على الخير في شخصيات الذكور أشاعوا العنف و الأذى على من حولهم، و ما إن أحسوا بتطرفهم و نتاج قسوتهم تغيروا و سمحوا للخير أن يطغى على نفوسهم فعاشوا حياة هادئة ملؤها السعادة و التفاهم و ذاك متجل في نضجهم و تغيرهم و اعترافهم بأخطائهم.

تظهر الكتبة في الرواية علاقة وثيقة بين العنف الذي مارسه الرجال السود في بداية الرواية و بين التمييز العنصري الذي مارسه البيض في أمريكا و خاصة جنوب البلاد، الأمر الذي دفع السود إلى إعادة توجيه العنف و سحق المستضعفين بين أناسهم للتنفيس عن الظلم و محاولة الشعور بالقوة و رد الاعتبار، و لم يجدوا أضعف من نسائهم و أبنائهم، فكان الظلم مزدوجا و مضاعفا مرة من البيض و أخرى من أقرانهم سود البشرة.

الرواية بشكل عام لا تتضمن صورا نهائية لاستحسان أو تقبيح جنس معين من البشر بقدر تركيزها على واقع مر عاشه ذوو البشرة السوداء حينا من الزمن، و حتى لا تعاد الكرة ثمة أمنية و هي أن لا يعود الشر و الظلم الذي مارسه الرجال السود متأثرين و مؤثرين بظلم وقع عليهم بدوافع شتى فباتوا ظالمين مظلومين في آن واحد.