ليبيا، الموقع الجغرافي و أثره على وزنها السياسي : دراسة في الجغرافيا السياسية

مقدم أطروحة جامعية

عطية، عادل محمد عبد الناصر

مشرف أطروحة جامعية

اليمني، هند

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الآداب

القسم الأكاديمي

قسم الجغرافيا

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2005

الملخص العربي

تتمتع الجماهيرية بموقع جغرافي متميز، فهي في وسط الوطن العربي، حيث تعتبر الجسر الذي يربط بين شطرية، كما أنها تشرف على ساحل البحر المتوسط الجنوبي بشاطئ طويل يزيد عن 1900 سم، فضلاً عن وقوعها في وسط الشمال الإفريقي إن موقعها هذا جعل منها دولة عربية، إفريقية و متوسطية، إذ تتجاور ليبيا مع أربع دول عربية و دولتين إفريقيتين حيث يبلغ طول حدودها البرية التي تشترك فيها مع تلك الدول 4600 كم مما له تأثيره السياسي الخارجي تجاه هذه الدول كذلك فإن امتلاكها لشاطئ طويل على الساحل الجنوبي من البحر المتوسط يجعلها ذات توجه قوى نحو دول هذا البحر.

أما من حيث التحديد الفلكي فهي تمتد بين دائرتي عرض 19.30 و 33 شمالا، و بين خطي طول 25.9 شرقا، الأمر الذي أدى إلى وقوعها في الاقاليم المدارية و شبه المدارية و ما نتج عنه من وقوع أغلب أراضيها ضمن النطاق الشمالي للصحراء الكبرى، و لا يستثني من ذلك إلا بعض الأجزاء و المرتفعات الشمالية، الأمر الذي ينعكس بدوره على التوزيع الجغرافي للسكان، حيث انحصر تركزهم في الشريط الساحلي الضيق في المناطق الشمالية الغربية و المناطق الشرقية و ما يترتب عليه من توجهات سياسية اقتصادية و اجتماعية لهؤلاء السكان خاصة مع الجوار (تونس و مصر).

و قد كان لموقع ليبيا المتوسط بين مشرق الوطن العربي و مغربه تأثيره السياسي الواضح في علاقاتها بالدول العربية فمنذ قيام الثورة أصبح لموقع ليبيا أهمية كبرى فيما يتعلق بالتوجه العربي الوحدوي، حيث أصبحت ليبيا بالفعل همزة وصل بين شطري الوطن العربي، إنها الجسر الأيديولوجي من ناحية و الامتداد الطبيعي للجغرافية من مشرق الوطن العربي صوب المحيط الأطلسي من ناحية أخرى.

و بالمثل كان لموقع ليبيا في وسط شمال القارة الإفريقية تأثيره الكبير، إذ وصفت منذ القدم بأنها إفريقيا الشمالية و أنها متنفس لا غنى عنه للدول الإفريقية الحبيسة التي ترغب في الوصول إلى البحر، و ازداد ذلك التأثير بفعل العلاقات التجارية و الروابط الثقافية و التاريخية بين مدن الجماهيرية و مدن وسط إفريقيا، الأمر الذي جعل ليبيا تلعب دور أساسي و هام في ربط الصلات الدينية الثقافية و السياسية و الاقتصادية طيلة مراحل التواصل بين العرب و الأفارقة، و قد زاد اهتمام ليبيا بالقارة الافريقية رغبة منها في إيجاد عمق استراتيجي يوفر لها الدعم السياسي و العسكري و المعنوي الأمر الذي دفع بليبيا بعد قيام الثورة إلى الاستثمار السياسي في إفريقيا و هو ما جنت ثماره فيما بعد في اندفاع إفريقيا لمساعدة ليبيا و تحدي الولايات المتحدة و عقوبات مجلس الأمن في قرارات و زيارات جريئة إلى الجماهيرية.

إن توجه ليبيا نحو دول جنوب أوروبا أمر فرضه عليها موقعها الجغرافي حيث أنها تحتل حوالي 1900 كم على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، و هو البحر الذي تطل عليه دول غربية أوروبية متعددة أهمها إيطاليا و فرنسا و إسبانيا و اليونان، ناهيك عن بعض الجزر التي تقع في هذا البحر و أهما جزيرتي قبرص و مالطا.

و استنادا إلى ما تم ذكره من خصائص لموقع الجماهيرية الجغرافي جاءت فكرة الدراسة لتوضيح تأثير هذا الموقع في وزنها السياسي باعتباره أحد العوامل المؤثرة في سياساتها بل أنه يمثل الإطار الذي تحدث فيه تفاعلاتها الداخلية التي تنطلق منها تفاعلاتها الخارجية.

و قد جاءت دراسة هذا التأثير من خلال سبعة فصول دراسية، حيث يتناول الفصل الأول منطقة الدراسة و أهميتها و مبررات الاختيار و الأهداف و المنهجية و هذه كلها تسمي أساسيات البحث أما الفصل الثاني فهو يتناول الإطار النظري الموقع الفلكي و أهمية دراسة الموقع الجغرافي و إن الموقع البحري يواجه الموقع البري، تم جاء الفصل الثالث ليتناول الخلفية التاريخية لليبيا من حيث أصل الإسم و البعد التاريخي أي دراسة مدى مساهمة الموقع الجغرافي في تشكيل الكيان السياسي للبلاد إذ كان الإسم (ليبيا) يطلق على كامل الشمال الإفريقي إلى أن حصر ليدل على أراضي ليبيا بمعناها الحالي و كذلك استعراض مساهمة هذا الموقع في الأحداث التي شهدتها بلاد طوال تلك الفترة حيث جاء اليونان و الرومان إلى ليبيا في القرنين السادس و السابع قبل الميلاد و من قبلهم الفينقين و أسسوا لهم مدنا و ممالك لا تزال آثارها قائمة حتي اليوم، كما أن فرسان مالطا حكموا البلاد لمدة تاريخية معينة في القرن السادس عشر الميلادي إلى أن جاء العثمانيون و حولوا البلاد إلى ولاية تابعة لهم أما في التاريخ الحديث المعاصر فإن إيطاليا قامت عام 1911 بمهاجمة الشواطئ الليبية و بعد مرور عام من بداية الاحتلال الايطالي لليبيا تنازلت تركيا عن ليبيا لإيطاليا بمقتضي معاهدة (أوستي لوزان) ثم جاءت فترة الإدارة البريطانية الفرنسية فكانت بريطانية في طرابلس و برقة و فرنسا في فزان حتى أعلنت الأمم المتحدة أن ولايات طرابلس برقة فزان هي دولة مستقلة في 24 ديسمبر 1951 ف.

و من بعد تلك الحقبة جاءت فترة الحكم الملكي و من بعدها جاءت ثورة الفاتح في 1-9–1969 ف.

ثم تناول الفصل الرابع الخصائص الطبيعية و البشرية من حيث تأثر دوائر العرض في تحديد الظروف المناخية للبلاد من حرارة الضغط جوي و الرياح و الأمطار، و أهمية الامتداد الأفقي لليبيا و أثره في حماية الدولة أيضا دراسة تأثير المناخ في توزيع النشاطات البشرية، ثم جاء الفصل الخامس بعنوان الموقع البحري من حيث أهمية هذا الموقع كملتقي طرق و توسطه ماضيا و حاضرا كذلك دراسة الملامح الجيورموفولوجية العامة للساحل و كذلك دراسة المياه الإقليمية و الثروة السمكية و كذلك أهمية الموقع البحري بالنسبة لتصدير النفط و الغاز لأوروبا و أميركا، تم تناول الفصل السادس العلاقة الليبية مع كل من مصر السودان–تشاد–النيجر–الجزائر تونس ثم كان الفصل السابع و الأخير تحت عنوان تأثير الموقع الجغرافي للجماهيرية الليبية على علاقاتها الخارجية و الحديد في علاقاتها العربية و الإفريقية و ذلك من خلال الاتفاقيات الثنائية و من خلال العضوية في المؤسسات الإفريقية مثل منظمة الوحدة الإفريقية، و تجميع دول الساحل و الصحراء أيضا يدرس هذا الفصل تأثير الموقع الجغرافي لليبيا في علاقاتها المتوسطية و علاقاتها مع الدول الكبرى من أمريكا و بريطانيا و الاتحاد السوفيتي السابق.

تم في ختام هذه الدراسة توصل الباحث إلى مجموعة من نتائج و توصيات يمكن ذكرها على النحو التالي : - 1- أكدت دراسة البعد التاريخي على أهمية موقع ليبيا البحري حيث جاءت كافة الموجات الاستعمارية التي شهدتها الميلاد عن طريقة البحر.

2- أثر الموقع الفلكي بشكل سلبي على مناخ البلاد نظرا لوقوعها في الأقاليم المدراية و شبه المدارية الأمر الذي يعتبر من الأسباب الرئيسية في سيادة المناخ الصحراوي الجاف على أجزاء كبيرة من البلاد تصل إلى 90 % من إجمالي مساحتها.

3- إن موقع الجماهيرية الفلكي و ما نتج عنه من ظروف مناخية أثر تأثيرا سلبيا عميقا على توزيع السكان من وجهة النظر الجيوبوليتيكية، حيث يتركز 90 % من سكان البلاد شمال دائرة عرض 29 شمالا.

4- لعبت الظروف الطبيعية المترتبة عن الموقع الفلكي دورا كبيرا في تحجيم مساحة الأراضي الزراعية إلى ما لا يزيد عن 2 % من مساحة البلاد.

5- يعاب على الساحل الليبي أنه قليل التعاريج إضافة إلى ضحالة الأعماق، الأمر الذي جعل معظم أجزائه غير صالحة لإقامة المواني الطبيعية، و هو ما أدى إلى إنشاء مواني بحرية صناعية خاصة على خليج سرت، حيث تتركز ثروة ليبيا النفطية.

6- مكن موقع الجماهيرية على البحر المتوسط من الحصول على شروط أفضل لرفع أسعار النفط المعلنة، حيث حصلت الجماهيرية سنة 1970 ف على رفع بنسبة 14 % من الأسعار المعلنة.

7- يتميز ظهير الساحل الليبي بعدم و وجود عوائق طبيعية تحول بينه و بين الساحل و ذلك نتيجة لتركز معظم سكان البلاد بالمناطق الساحلية، و وجود القسم الأكبر من الثروة في حوض خليج سرت.

8- إن طول الحدود الليبية (4600 كم) و تعدد جيرانها (ست دول) ضاعف من صعوبات مراقبتها و الدفاع عنها، خاصة و إن أغلبها تقع في مناطق صحراوية بعيدة عن مناطق تمركز السكان.

9- إن قلة سكان ليبيا و اتساع مساحتها تسبب في انحدار جيوبوليتيكي ما بينها و بين جاراتها التي وصل حجم سكانها بما يساوي 26 ضعفا بالنسبة لسكان الجماهيرية.

10- إن توجه الجماهيرية الوحدوي حال دون حدوث تخاصم أو تنازع حول الحدود باستثناء الحدود الجنوبية و التي كانت في تذبذب مستمر تتأرجح ما بين الشمال و الجنوب بحسب قوة الضغوط السياسية الآتية من الجنوب أو المبذولة من الشمال، و هي التي تلقت أكبر التعديلات و لعل آخرها الصراع الذي دار حول إقليم (اوزو) ما بين ليبيا و تشاد و الذي انتهي باقتطاع هذا الشريط إلى تشاد و ضمه إلى تشاد وفقا لحكم محكمة العدل الدولية.

11- ساهم الموقع الجغرافي للجماهيرية بين دول الجوار مساهمة فعالة في التقليل من فعالية الحصار الذي فرض عليها خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، نظرا للعلاقات الجيدة التي ربطتها بدول الجوار، خاصة تلك القريبة من مناطق تمركز السكان فيها (مصر و تونس) حيث أصبحت مطارات هذه الدول بديلا للمطارات الليبية.

التخصصات الرئيسية

العلوم السياسية

الموضوعات

عدد الصفحات

164

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الفصل الأول : أساسيات البحث.

الفصل الثاني : الإطار النظري.

الفصل الثالث : الخلفية التاريخية.

الفصل الرابع : الخصائص الطبيعية و البشرية.

الفصل الخامس : الموقع البحري : أهمية الموقع البحري كملتقى طرق و توسطه (ماضيا و حاضرا).

الفصل السادس : تأثير الموقع الجغرافي لليبيا على علاقتها بدول الجوار.

الفصل السابع : تأثير الموقع الجغرافي للجماهيرية الليبية على علاقاتها الخارجية.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

عطية، عادل محمد عبد الناصر. (2005). ليبيا، الموقع الجغرافي و أثره على وزنها السياسي : دراسة في الجغرافيا السياسية. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-336052

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

عطية، عادل محمد عبد الناصر. ليبيا، الموقع الجغرافي و أثره على وزنها السياسي : دراسة في الجغرافيا السياسية. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية. (2005).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-336052

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

عطية، عادل محمد عبد الناصر. (2005). ليبيا، الموقع الجغرافي و أثره على وزنها السياسي : دراسة في الجغرافيا السياسية. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-336052

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-336052