A study on self-social problems experienced by the Marsh landers of Southern Iraq

الملخص AR

تتطرق هذه الدراسة لمشكلة أخرى يعاني منها سكان الاهوار تضاف إلى قائمة مشكلاتهم الطويلة و المركبة, تتعلق هذه المرة بالأمراض النفسية التي يكون منشئها اجتماعي و التي أصبحت تنتش بالشكل الذي يجعل منها ظاهرة بين مجتمع شبه تقليدي من المفترض أن يكون بعيدا عن مثل هذه الأنواع من الأمراض كما هو متعارف عليه في كافة المجتمعات التقليدية في العالم.

إن المجتمع بما يخلقه من أدوات ضغط إلى الحد الذي يعجز الأفراد من خلاله عن مواجهتها فيتعرضون لصدمة تؤثر في مجمل حياتهم و حياة أفراد عائلاتهم, فالمجتمع هو الذي ينتج السلطة و هذه تخلق الأزمات و الحروب و الأفراد يقعون ضحايا إلا أن هذه الدائرة التي تجعل من المجتمع هو الذي يخلق السلطة و هذه تخلق الأزمات فيتعرض الأفراد إلى الاضطراب ليست قاعدة ثابتة فكثيرا ما تأتي الأزمات و الكوارث دون أن يكون للمجتمع الذي يتعرض لها أي دور فيها. مجموعة المشكلات التي تعرض لها سكان الاهوار كالحروب و الافتقار و التهجير جعلت بعضهم يتعرض لصدمات نفسية و عقلية مما أدى إلى تعطيل آليات السلوك السليم الذي يمتاز به الإنسان السوي و يجعله فاعلا في الحياة, شملت هذه الدراسة عينة عشوائية ضمت خمسين مريضا يعانون من واحد أو أكثر من الأمراض النفسية, و قد تمت الاستفادة من بيانات بعض المراكز الصحية في مناطق الاهوار بالإضافة إلى المقابلة التي قام بها الباحث معهم.

لا تتعلق هذه الدراسة بالتحليل السيكولوجي لأي فرد في العينة لأن ذلك ليس من اختصاصي و لكني حرصت على دراسة المشكلة اجتماعيا لذلك فقد قمت بتوزيع المرضى حسب فئاتهم العمرية, و نوعهم الاجتماعي (الجندر), تاريخ ظهور المرض, الحالة المعيشية, أنواع الحالات المرضية و الظروف الاجتماعية العامة لعائلات المرضى, بالإضافة إلى تحديد الأسباب المباشرة و غير المباشرة لظهور هذه الأمراض و انتشارها بين مجتمعات كانت إلى ما قبل ثلاثة عقود هي خالية منها بشكل شبه كامل.